
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
May 24, 2025 at 04:36 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaBSRg98kyyJAVvc8d1n
قناتنا على تلغرام https://t.me/saddiqsira
صفحتنا على فيسبوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=106545189199485&id=100095320122008&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *دروس وعبر من خلافة أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه*
31- إن الردة التي قامت بها القبائل العربية
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها أسباب، منها:
- هول الصدمة بموت رسول الله،
- ورقة الدين والسقم في فهم نصوصه،
- والحنين إلى الجاهلية ومقارفة موبقاتها،
- والتفلت من النظام والخروج على السلطة الشرعية،
- والعصبية القبلية،
- والطمع في الملك،
- والتكسب بالدين،
- والشح بالمال،
- والتحاسد،
- والمؤثرات الأجنبية؛ كدور اليهود والنصارى والمجوس.
32- *أصناف الردة*:
- فمنهم *من ترك الإسلام جملة وتفصيلاً وعاد إلى الوثنية وعبادة الأصنام*،
- ومنهم *من ادعى النبوة*،
- ومنهم *من عاد إلى ترك الصلاة*،
- ومنهم *من بقي يعترف بالإسلام ويقيم الصلاة ولكنه امتنع عن أداء الزكاة*،
- ومنهم *من شمت بموت الرسول صلى الله عليه وسلم وعاد أدراجه يمارس عادات الجاهلية*،
- ومنهم *من تحيّر وتردد وانتظر على من تكون الدبرة*،
وكل ذلك وضحه علماء الفقه والسير.
33- كان موقف الصديق رضي الله عنه من المرتدين:
*لا هوادة فيه ولا مساومة فيه ولا تنازل*،
يرجع إليه الفضل الأكبر –بعد الله تعالى-
في سلامة هذا الدين وبقائه على نقائه وصفائه وأصالته،
وقد أقر الجميع وشهد التاريخ
بأن أبا بكر قد وقف في مواجهة الردة الطاغية
ومحاولة نقض عرى الإسلام عروة عروة
موقف الأنبياء والرسل في عصورهم،
وهذه خلافة النبوة التي أدى أبو بكر حقها،
واستحق بها ثناء المسلمين ودعاءهم إلى أن يرث الله الأرض وأهلها.
34- إن من الحقائق الأساسية حول هذه الفتنة،
أنها *لم تكن شاملة لكل الناس* كشمولها الجغرافي،
بل إن هناك قادة وقبائل وجماعات وأفرادًا تمسكوا بدينهم في كل منطقة.
35- في حروب الردة باليمن *ظهرت صورتان مختلفتان للنساء*:
- صورة المرأة الطاهرة العفيفة التي تقف مع الإسلام وتحارب الرذيلة،
وتقف مع المسلمين لكبح جماح شياطين الإنس والجن
مثل « *آزاد* » الفارسية *زوج شهر بن باذان وابنة عم فيروز الفارسي*.
- وصورة أخرى كالحة مظلمة،
وهي ما قامت به بعض بنات اليمن من يهود ومن لف لفهن في حضرموت،
فقد طرن فرحًا بموت رسول الله،
فأقمن الليالي الحمراء مع المجان والفساق
يشجعن على الرذيلة ويزرين بالفضيلة،
فقد رقص الشيطان فيها معهن وأتباعه طربًا لنكوص الناس عن الإسلام،
والدعوة إلى التمرد عليه وحرب أهله.
36- كان *بعض أهل اليمن* لهم مواقف عظيمة في الثبات على الحق والدعوة إلى الإسلام،
وتحذير قومهم من خطورة الردة،
ومن هؤلاء كان *مران بن ذي عمير الهمداني* أحد ملوك اليمن
و *عبد الله بن مالك الأرحبي*، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
و *شرحبيل بن السمط*، وابنه في بني معاوية من كندة.
37- بعد حروب الردة تجمعت اليمن تحت قيادة مركزية عاصمتها المدينة المنورة،
وقسم اليمن إلى أقسام إدارية لا وحدات قبلية،
فقد قسم إلى ثلاثة أقسام إدارية:
- صنعاء
- والجند
- وحضرموت،
ولم تعد العصبية القبلية أساسًا في الزعامة أو في التولية،
ولم تعد القبلية سوى وحدة عسكرية لا سياسية،
وأصبحت المقاييس المعتبرة هي المقاييس الإيمانية؛
التقوى والإخلاص والعمل الصالح.
38- كان لهزيمة *طليحة الأسدي* في معركة *بزاخة*
أثر كبير في رجوع كثير من القبائل إلى حظيرة الإسلام،
فقد أقبلت *بنو عامر* بعد هزيمة بزاخة يقولون: ندخل فيما خرجنا منه،
فبايعهم خالد على ما بايع عليه أهل بزاخة من أسد وغطفان وطيء.
39- إن مقتل *مالك بن نويرة* بسبب كبره وتردده،
فقد بقي للجاهلية في نفسه نصيب،
ولذلك ماطل في التبعية للقائم بأمر الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وفي تأديه حق بيت مال المسلمين عليه المتمثل بالزكاة.
40- قام الصديق بالتحقيق في مقتل ابن نويرة،
وانتهى إلى براءة ساحة خالد من تهمة قتل مالك بن نويرة،
فقد كان الصديق في هذا الشأن أكثر اطلاعًا على حقائق الأمور،
وأبعد نظرًا في تصريفها من بقية الصحابة؛
لأنه الخليفة وإليه تصل الأخبار.
41- إن من كمال الصديق توليته لخالد واستعانته به؛
لأنه كان شديدًا ليعتدل به أمره ويخلط الشدة باللين،
فإن مجرد اللين يفسد ومجرد الشدة يفسد،
فكان يقوم باستشارة عمر وباستنابة خالد،
وهذا من كماله الذي صار به خليفة رسول الله.
42- كان *للمثنى بن حارثة* دور كبير في إخماد فتنة البحرين،
والوقوف بقواته بجانب العلاء ابن الحضرمي،
وقد سار بجنوده من البحرين شمالاً،
ووضع يده على القطيف وهجر حتى بلغ مصب دجلة،
وقضى في سيره على قوات الفرس وعمالهم،
وقد كانت أخباره تصل إلى الصديق،
وسأل عنه أصحابه
فقال له *قيس بن عاصم المنقري*:
هذا رجل غير خامل الذكر ولا مجهول النسب ولا ذليل العماد،
هذا *المثنى بن حارثة الشيباني*.
43- تعتبر هزيمة *بني حنيفة* في *اليمامة* أمام جيوش خالد: قاصمة الظهر لحركة الردة،
وكان من ضمن شهداء المسلمين في حرب اليمامة كثير من *حفظة القرآن*.
وقد نتج عن ذلك أن قام أبو بكر بمشورة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما *بجمع القرآن*
من الرقاع والعظام والسعف ومن صدور الرجال،
وأسند الصديق هذا العمل العظيم والمشروع الحضاري الضخم إلى الصحابي الجليل:
*زيد بن ثابت الأنصاري* رضي الله عنه.
44- تحققت شروط التمكين ولوازمه كلها في عهد الصديق والخلفاء الراشدين من بعده،
وكان للصديق الفضل بعد الله في تذكير الأمة بهذه الشروط: ولذلك:
- رفض طلب الأعراب في وضع الزكاة عنهم،
- وأصر على بعث جيش أسامة،
- والتزم بالشرع كاملاً،
- *ولم يتنازل عن صغيرة ولا كبيرة*.
45- كان إعداد الصديق في حروب الردة شاملاً معنويًا وماديًّا؛
- فجيَّش الجيوش
- وعقد الألوية
- واختار القادة لحروب الردة
- وراسل المرتدين
- وحرض الصحابة على قتالهم
- وجمع السلاح والخيل والإبل
- وجهز الغزاة
- وحارب البدع والجهل والهوى
- وحكَّم الشريعة
- وأخذ بأصول الوحدة والاتحاد والاجتماع
- وأخذ بمبدأ التفرغ
- وساهم في إحياء مبدأ التخصص:
فخالد لقيادة الجيوش،
وزيد بن ثابت لجمع القرآن،
وأبو برزة الأسلمي للمراسلات الحربية.
- واهتم بالجانب الأمني والإعلامي،
وغير ذلك من الأسباب.
46- تظهر آثار تحكيم شرع الله في عصر الصديق في تمكين الله للصحابة؛
فقد حرصوا على إقامة شعائر الله على أنفسهم وأهليهم،
وأخلصوا الله في تحاكمهم إلى شرعه،
فالله -سبحانه وتعالى- قوَّاهم وشد أزرهم ونصرهم على المرتدين،
ورزقهم الأمن والاستقرار.
47- كان الجهاد الذي خاضه الصحابة في حروب الردة *إعدادا ربانيا للفتوحات الإسلامية*؛
- حيث تميزت الرايات
- وظهرت القدرات
- وتفجرت الطاقات
- واكتشفت قيادات ميدانية،
- وتفنن القادة في الأساليب والخطط الحربية،
- وبرزت مؤهلات الجندية الصادقة المطيعة المنضبطة الواعية،
التي تقاتل وهي تعلم على ماذا تقاتل،
وتقدم كل شيء وهي تعلم من أجل ماذا تضحي وتبذل،
ولذا كان الأداء فائقا والتفاني عظيما.
48- *توحدت شبه الجزيرة العربية*
بفضل الله
ثم جهاد الصحابة مع الصديق
تحت راية الإسلام لأول مرة في تاريخها
بزوال الرؤوس
أو انتظامها ضمن المد الإسلامي،
وبسطت عاصمة الإسلام (المدينة) هيمنتها على ربوع الجزيرة،
وأصبحت الأمة تسير وراء زعيم واحد بفكرة واحدة،
فكان الانتصار انتصارًا للدعوة الإسلامية،
ولوحدة الأمة بتضامنها وتغلبها على عوامل التفكك والعصبية،
كما كانت برهانًا على أن الدولة الإسلامية بقيادة الصديق قادرة على التغلب على أعنف الأزمات.
==
من كتاب *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلّابي، المنشور رقم (130) (قبل الأخير)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (كل يوم منشور بعونه تعالى)
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/DAMT0XLVzE84AIgzD0R5Ep
أو
https://chat.whatsapp.com/Jke4kaA7ivL9BxTbSQg2jT
أو
https://chat.whatsapp.com/GIlERackH4MD0u3pknR8bC
أو
https://chat.whatsapp.com/2TyKmZPVa52IaWEv5UAumF
أو
https://chat.whatsapp.com/LDvoSVNplPNDZGaoC3tWAk
أو
https://chat.whatsapp.com/JcfJOjrujjUFP9bgOpSKWQ
أو
https://chat.whatsapp.com/CEGv6DLos3oGT9Nq6kGOXd
أو
https://chat.whatsapp.com/Lxrqq2vzwhZ7xrjkRm8ZLS
أو
https://chat.whatsapp.com/FqHFZthkG6VEcFnr1yyrAM
أو
https://chat.whatsapp.com/B8gLrjcBYSx01TsYtSkvqS
ساهم في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها..
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.