
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
May 29, 2025 at 08:04 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaBSRg98kyyJAVvc8d1n
قناتنا على تلغرام https://t.me/saddiqsira
صفحتنا على فيسبوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=106545189199485&id=100095320122008&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه قبل الإسلام*
*الرصيد الْخُلُقي لأبي بكر الصديق رضي الله عنه في المجتمع الجاهلي*:
كان أبو بكر الصديق في الجاهلية من وجهاء قريش وأشرافهم وأحد رؤسائهم،
وذلك أن الشرف في قريش قد انتهى قبل ظهور الإسلام
إلى عشرة رهط من عشرة أبطن:
*فالعباس ابن عبد المطلب من بني هاشم*،
وكان يسقي الحجيج في الجاهلية،
وبقي له ذلك في الإسلام،
*وأبو سفيان بن حرب من بني أمية*،
وكان عنده العقاب (راية قريش)،
فإذا لم تجتمع قريش على واحد
رأسوه هو وقدموه،
*والحارث بن عامر من بني نوفل*،
وكانت إليه الرفادة،
وهي ما تدخره قريش من أموالها،
وترصد به منقطع السبيل,
*وعثمان بن طلحة بن زمعة بن الأسود من بني أسد*،
وكانت إليه المشورة،
فلا يُجمع على أمر حتى يعرضوه عليه،
فإن وافق ولاهم عليه،
وإلا تخير وكانوا له أعوانا.
*وأبو بكر الصديق من بني تيم*،
وكانت إليه الأشناق،
وهي الديات والمغارم،
فكان إذا حمل شيئا فسأل فيه قريشا صدقوه،
وأمضوا حمالة من نهض معه،
وإن احتملها غيره خذلوه.
*وخالد بن الوليد من بني مخزوم*،
وكانت إليه القبة والأعنة،
وأما *القبة*:
فإنهم كانوا يضربونها
ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش،
وأما *الأعنة*:
فإنه كان على خيل قريش في الحرب.
*وعمر بن الخطاب من بني عدي*،
وكانت إليه السفارة في الجاهلية,
*وصفوان بن أمية من بني جمح*،
وكانت إليه الأزلام،
*والحارث بن قيس من بني سهم*،
وكانت إليه الحكومة وأموال آلهتهم.
لقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه في المجتمع الجاهلي شريفًا من أشراف قريش،
وكان من خيارهم،
ويستعينون به فيما نابهم،
وكانت له بمكة ضيافات لا يفعلها أحد.
*وقد اشتهر بعدة أمور منها*:
1- *العلم بالأنساب*:
فهو عالم من علماء الأنساب وأخبار العرب،
وله في ذلك باع طويل،
جعله أستاذ الكثير من النسابين
كعقيل بن أبي طالب وغيره،
وكانت له مزية حببته إلى قلوب العرب وهي:
أنه لم يكن يعيب الأنساب،
ولا يذكر المثالب بخلاف غيره،
فقد كان أنسب قريش لقريش،
وأعلم قريش بها وبما فيها من خير وشر.
وفي هذا تروي عائشة –رضي الله عنها-
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
*إن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها*.
2- *تجارته*:
كان في الجاهلية تاجرًا،
ودخل بُصرى من أرض الشام للتجارة،
وارتحل بين البلدان،
وكان رأس ماله أربعين ألف درهم،
وكان ينفق من ماله بسخاء وكرم عُرف به في الجاهلية.
3- *موضع الألفة بين قومه وميل القلوب إليه*:
فقد ذكر ابن إسحاق في «السيرة»
أنهم كانوا يحبونه ويألفونه،
ويعترفون له بالفضل العظيم والخلق الكريم،
وكانوا يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر:
لعلمه وتجارته وحسن مجالسته.
وقد قال له *ابن الدغنة* حين لقيه مهاجرا:
إنك لتزين العشيرة،
وتعين على النوائب،
وتكسب المعدوم،
وتفعل المعروف.
وقد علق ابن حجر على قول ابن الدغنة فقال:
ومن أعظم مناقبه
أن ابن الدغنة سيد القارة لما ردَّ عليه جواره بمكة
وصفه بنظير ما وصفت به خديجةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما بعث،
فتوارد فيها نعت واحد من غير أن يتواطأ على ذلك،
وهذه غاية في مدحه؛
لأن صفات النبي صلى الله عليه وسلم منذ نشأ كانت أكمل الصفات.
4- *لم يشرب الخمر في الجاهلية*:
فقد كان أعف الناس في الجاهلية،
حتى إنه حرم على نفسه الخمر قبل الإسلام،
فقد قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-:
حرم أبو بكر الخمر على نفسه،
فلم يشربها في جاهلية ولا في إسلام،
وذلك أنه مر برجل سكران يضع يده في العذرة،
ويدنيها من فيه،
فإذا وجد ريحها صرفها عنه،
فقال أبو بكر:
إن هذا لا يدري ما يصنع،
وهو يجد ريحها فحماها.
وفي رواية لعائشة:
ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر في الجاهلية.
وقد أجاب الصديق من سأله هل شربت الخمر في الجاهلية؟ بقوله:
أعوذ بالله،
فقيل: ولِمَ؟
قال:
كنت أصون عرضي،
وأحفظ مروءتي،
فإن من شرب الخمر كان مضيعًا لعرضه ومروءته.
5- *ولم يسجد لصنم*:
ولم يسجد الصديق رضي الله عنه لصنم قط،
قال أبو بكر رضي الله عنه في مجمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما سجدت لصنم قط،
وذلك أني لما ناهزت الحلم،
أخذني أبو قحافة بيدي،
فانطلق بي إلى مخدع فيه الأصنام،
فقال لي: هذه آلهتك الشم العوالي،
وخلاني وذهب،
فدنوت من الصنم وقلت:
إني جائع فأطعمني فلم يُجبني،
فقلت:
إني عارٍ فاكسني فلم يجبني،
فألقيت عليه صخرة فخرَّ لوجهه.
وهكذا حمله خلقه الحميد وعقله النير وفطرته السليمة
على الترفع عن كل شيء يخدش المروءة وينقص الكرامة
من أفعال الجاهليين وأخلاقهم التي تجانب الفطرة السليمة
وتتنافى مع العقل الراجح والرجولة الصادقة.
فلا عجب على من كانت هذه أخلاقه،
أن ينضم لموكب دعوة الحق ويحتل فيها الصدارة،
ويكون بعد إسلامه أفضل رجل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقد قال صلى الله عليه وسلم:
*خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا*.
لله در الصديق رضي الله عنه،
فقد كان يحمل رصيدًا ضخمًا من القيم الرفيعة،
والأخلاق الحميدة والسجايا الكريمة في المجتمع القرشي قبل الإسلام،
وقد شهد له أهل مكة بتقدمه على غيره في عالم الأخلاق والقيم والمثل،
ولم يُعلم أحد من قريش عاب أبا بكر بعيب ولا نقصه،
ولا استرذله كما كانوا يفعلون بضعفاء المؤمنين،
ولم يكن له عندهم عيب إلا الإيمان بالله ورسوله.
==
من كتاب *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلّابي، المنشور رقم (4)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (كل يوم منشور بعونه تعالى)
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/LDvoSVNplPNDZGaoC3tWAk
أو
https://chat.whatsapp.com/JcfJOjrujjUFP9bgOpSKWQ
أو
https://chat.whatsapp.com/CEGv6DLos3oGT9Nq6kGOXd
أو
https://chat.whatsapp.com/Lxrqq2vzwhZ7xrjkRm8ZLS
أو
https://chat.whatsapp.com/FqHFZthkG6VEcFnr1yyrAM
أو
https://chat.whatsapp.com/B8gLrjcBYSx01TsYtSkvqS
أو
https://chat.whatsapp.com/DAMT0XLVzE84AIgzD0R5Ep
أو
https://chat.whatsapp.com/Jke4kaA7ivL9BxTbSQg2jT
أو
https://chat.whatsapp.com/GIlERackH4MD0u3pknR8bC
أو
https://chat.whatsapp.com/2TyKmZPVa52IaWEv5UAumF
ساهم في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها..
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.