
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
June 2, 2025 at 08:03 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaBSRg98kyyJAVvc8d1n
قناتنا على تلغرام https://t.me/saddiqsira
صفحتنا على فيسبوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=106545189199485&id=100095320122008&mibextid=Nif5oz
*دفاع أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم* :
من صفات الصديق التي تميز بها الجرأة والشجاعة،
فقد كان لا يهاب أحدًا في الحق،
ولا تأخذه لومة لائم في نصرة دين الله والعمل له والدفاع عن رسوله صلى الله عليه وسلم،
فعن عروة بن الزبير قال:
سألت ابن عمرو بن العاص
بأن يخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم
فقال:
بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة،
إذ أقبل *عقبة بن أبي معيط* فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا،
فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبيه ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
( *أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ* ) [غافر: 28]،
وفي رواية أنس رضي الله عنه أنه قال:
لقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة حتى غشي عليه،
فقام أبو بكر رضي الله عنه فجعل ينادي:
ويلكم، أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟!
وفي حديث أسماء:
فأتى الصريخ إلى أبي بكر،
فقال: أدرك صاحبك،
قالت: فخرج من عندنا وله غدائر أربع وهو يقول:
ويلكم، أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله،
فلهوا عنه وأقبلوا على أبي بكر،
فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئا من غدائره إلا رجع معه.
وأما في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
فقد قام خطيبًا وقال:
يا أيها الناس، من أشجع الناس؟
فقالوا: أنت يا أمير المؤمنين،
فقال: أما إني ما بارزني أحد إلا انتصفت منه،
ولكن هو أبو بكر،
وإنا جعلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشًا فقلنا:
من يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يهوي عليه أحد من المشركين؟
فوالله ما دنا منه أحد إلا أبو بكر
شاهرًا بالسيف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لا يهوي إليه أحد إلا أهوى إليه فهذا أشجع الناس.
قال: ولقد رأيت رسول الله وأخذته قريش،
فهذا يحادَّه،
وهذا يتلتله ويقولون:
أنت جعلت الآلهة إلهًا واحدًا،
فوالله ما دنا منه أحد إلا أبو بكر،
يضرب ويجاهد هذا ويتلتل هذا،
وهو يقول: ويلكم، أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله،
ثم رفع على بردة كانت عليه فبكى حتى اخضلت لحيته،
ثم قال:
أنشدكم الله أمؤمن آل فرعون خير أم هو؟
فسكت القوم،
فقال علي:
فوالله لساعة من أبي بكر خير من ملء الأرض من مؤمن آل فرعون،
ذاك رجل يكتم إيمانه،
وهذا رجل أعلن إيمانه.
هذه صورة مشرقة تبين طبيعة الصراع بين الحق والباطل،
والهدى والضلال،
والإيمان والكفر،
وتوضح ما تحمَّله الصديق من الألم والعذاب في سبيل الله تعالى،
كما تعطي ملامح واضحة عن شخصيته الفذة،
وشجاعته النادرة التي شهد له بها الإمام علي رضي الله عنه في خلافته،
أي بعد عقود من الزمن،
وقد تأثر علي رضي الله عنه حتى بكى وأبكى.
*إن الصديق رضي الله عنه*:
- أول من أوذي في سبيل الله بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
- وأول من دافع عن رسول الله،
- وأول من دعا إلى الله،
وكان الذراع اليمنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
وتفرغ للدعوة وملازمة رسول الله
وإعانته على من يدخلون الدعوة في تربيتهم وتعليمهم وإكرامهم؛
فهذا أبو ذر رضي الله عنه يقص لنا حديثه عن إسلامه،
ففيه:
«... فقال أبو بكر:
ائذن لي يا رسول الله في طعامه الليلة،
وأنه أطعمه من زبيب الطائف».
وهكذا كان الصديق في وقوفه مع رسول الله يستهين بالخطر على نفسه،
ولا يستهين بخطر يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قل أو كثر حيثما رآه،
واستطاع أن يذود عنه العادين عليه،
وإنه ليراهم آخذين بتلابيبه فيدخل بينهم وبينه،
وهو يصيح بهم:
«ويلكم، أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟»
فينصرفون عن النبي وينحون عليه يضربونه،
يجذبونه من شعره فلا يدعونه إلا وهو صديع.
*إنفاق أبي بكر الصديق الأموال لتحرير المعذبين في الله*:
تضاعف أذى المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه
مع انتشار الدعوة في المجتمع المكي الجاهلي،
حتى وصل إلى ذروة العنف،
وخاصة في معاملة المستضعفين من المسلمين،
فنكلت بهم لتفتنهم عن عقيدتهم وإسلامهم،
ولتجعلهم عبرة لغيرهم،
ولتنفس عن حقدها وغضبها بما تصبه عليهم من العذاب.
وقد تعرض *بلال بن أبي رباح* رضي الله عنه لعذاب عظيم،
ولم يكن لبلال رضي الله عنه ظهر يسنده،
ولا عشيرة تحميه،
ولا سيوف تذود عنه،
ومثل هذا الإنسان في المجتمع الجاهلي المكي يعادل رقمًا من الأرقام،
فليس له دور في الحياة
إلا أن يخدم ويطيع ويباع ويشترى كالسائمة،
أما أن يكون له رأي أو يكون صاحب فكر،
أو صاحب دعوة أو صاحب قضية،
فهذه جريمة شنعاء في المجتمع الجاهلي المكي تهز أركانه،
وتزلزل أقدامه،
ولكن الدعوة الجديدة التي سارع لها الفتيان،
وهم يتحدون تقاليد وأعراف آبائهم الكبار،
لامست قلب هذا العبد المرمي المنسي،
فأخرجته إنسانًا جديدًا في الحياة ،
قد تفجرت معاني الإيمان في أعماقه بعد أن آمن بهذا الدين،
وانضم إلى محمد صلى الله عليه وسلم وإخوانه في موكب الإيمان العظيم.
وعندما علم سيده *أمية بن خلف*،
راح يهدده تارة ويغريه أطوارا،
فما وجد عند بلال غير العزيمة وعدم الاستعداد للعودة إلى الوراء..
إلى الكفر والجاهلية والضلال،
فحنق عليه أمية،
وقرر أن يعذبه عذابًا شديدًا،
فأخرجه إلى شمس الظهيرة في الصحراء،
بعد أن منع عنه الطعام والشراب يومًا وليلة،
ثم ألقاه على ظهره فوق الرمال المحرقة الملتهبة،
ثم أمر غلمانه فحملوا صخرة عظيمة وضعوها فوق صدر بلال وهو مقيد اليدين،
ثم قال له:
لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمـد وتعبد اللات والعزى،
وأجاب بلال بكل صبر وثبات: أحد أحد،
وبقي أمية بن خلف مدة وهو يعذب بلالاً بتلك الطريقة البشعة،
فقصد الصديق موقع التعذيب،
وفاوض أمية بن خلف وقال له:
ألا تتقي الله في هذا المسكين؟ حتى متى؟!
قال: أنت أفسدته فأنقذه مما ترى،
فقال أبو بكر: أفعل،
عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك أعطيكه به،
قال: قد قبلت،
فقال: هو لك،
فأعطاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه غلامه ذلك،
وأخذه فأعتقه.
وفي رواية: اشتراه بسبع أواق أو بأربعين أوقية ذهبًا.
ما أصبر بلالا وما أصلبه رضي الله عنه!
فقد كان صادق الإسلام،
طاهر القلب،
ولذلك صَلُب ولم تلن قناته أمام التحديات وأمام صنوف العذاب،
وكان صبره وثباته مما يغيظهم ويزيد حنقهم،
خاصة أنه كان الرجل الوحيد من ضعفاء المسلمين الذي ثبت على الإسلام،
فلم يوات الكفار فيما يريدون،
مرددا كلمة التوحيد بتحدٍّ صارخ،
وهانت عليه نفسه في الله،
وهان على قومه.
وبعد كل محنة منحة؛
فقد تخلص بلال من العذاب والنكال،
وتخلص من أسر العبودية،
وعاش مع رسول الله بقية حياته ملازمًا له،
ومات راضيًا عنه.
==
من كتاب *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلّابي، المنشور رقم (8)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (كل يوم منشور بعونه تعالى)
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/FqHFZthkG6VEcFnr1yyrAM
أو
https://chat.whatsapp.com/B8gLrjcBYSx01TsYtSkvqS
أو
https://chat.whatsapp.com/DAMT0XLVzE84AIgzD0R5Ep
أو
https://chat.whatsapp.com/Jke4kaA7ivL9BxTbSQg2jT
أو
https://chat.whatsapp.com/GIlERackH4MD0u3pknR8bC
أو
https://chat.whatsapp.com/2TyKmZPVa52IaWEv5UAumF
أو
https://chat.whatsapp.com/LDvoSVNplPNDZGaoC3tWAk
أو
https://chat.whatsapp.com/JcfJOjrujjUFP9bgOpSKWQ
أو
https://chat.whatsapp.com/CEGv6DLos3oGT9Nq6kGOXd
أو
https://chat.whatsapp.com/Lxrqq2vzwhZ7xrjkRm8ZLS
ساهم في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها..
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.