
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
June 12, 2025 at 08:16 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaBSRg98kyyJAVvc8d1n
قناتنا على تلغرام https://t.me/saddiqsira
صفحتنا على فيسبوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=106545189199485&id=100095320122008&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد الهجرة إلى المدينة*:
*أبو بكر رضي الله عنه في غزوة بدر الكبرى*:
شارك الصديق في غزوة بدر الكبرى،
وكانت في العام الثاني من الهجرة،
وكانت له فيها مواقف مشهورة،
من أهمها:
1- *مشورة الحرب*:
لما بلغ النبي من نجاة القافلة،
وإصرار زعماء مكة على قتال النبي صلى الله عليه وسلم،
استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأمر،
فقام أبو بكر فقال وأحسن،
ثم قام عمر فقال وأحسن.
2- *دوره في الاستطلاع مع النبي صلى الله عليه وسلم*:
قام النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر يستكشف أحوال جيش المشركين،
وبينما هما يتجولان في تلك المنطقة،
لقيا شيخًا من العرب،
فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جيش قريش،
وعن محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
وما بلغه من أخبارهم،
فقال الشيخ: لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: « *إذا أخبرتنا أخبرناك* »
فقال: أوَذاك بذاك؟
قال: «*نعم*»،
فقال الشيخ:
فإنه بلغني أن محمدًا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا،
فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا
- للمكان الذي به جيش المسلمين-
وبلغني أن قريشًا خرجوا يوم كذا وكذا،
فإن كان صدق الذي أخبرني
فهم اليوم بمكان كذا وكذا
-للمكان الذي فيه جيش المشركين فعلا-
ثم قال الشيخ:
لقد أخبرتكما عما أردتما،
فأخبراني ممن أنتما؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «*نحن من ماء*»،
ثم انصرف النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عن الشيخ،
وبقي هذا الشيخ يقول:
ما من ماء؟
أمن ماء العراق؟
وفي هذا الموقف يتضح قرب الصديق من النبي صلى الله عليه وسلم،
وقد تعلم أبو بكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم دروسًا كثيرة.
3- *في حراسة النبي صلى الله عليه وسلم في عريشه*:
عندما رتب صلى الله عليه وسلم الصفوف للقتال،
رجع إلى مقر القيادة،
وكان عبارة عن عريش على تل مشرف على ساحة القتال،
وكان معه فيه أبو بكر رضي الله عنه،
وكانت ثلة من شباب الأنصار بقيادة سعد بن معاذ يحرسون عريش رسول الله صلى الله عليه وسلم,
وقد تحدث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن هذا الموقف فقال:
يا أيها الناس،
من أشجع الناس؟
فقالوا: أنت يا أمير المؤمنين،
فقال: أما إني ما بارزني أحد إلا انتصفت منه،
ولكن هو أبو بكر؛
إنا جعلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشًا،
فقلنا: من يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يهوي إليه أحد من المشركين؟
فوالله ما دنا منه أحد إلا أبو بكر،
شاهرًا بالسيف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لا يهوي إليه أحد من المشركين إلا أهوى إليه،
فهذا أشجع الناس.
4- *الصديق يتلقى البشارة بالنصر، ويقاتل بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم* :
بعد الشروع في الأخذ بالأسباب،
اتجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه،
يدعوه ويناشده النصر الذي وعده ويقول في دعائه:
« *اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدًا* ».
وما زال صلى الله عليه وسلم يدعو ويستغيث حتى سقط رداؤه،
فأخذه أبو بكر ورَدَّه على منكبيه وهو يقول:
يا رسول الله،
كفاك مناشدتكم ربك فإنه منجز لك ما وعدك،
وأنزل الله -عز وجل-:
( *إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ* )
وفي رواية ابن عباس قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر:
« *اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد* »
فأخذ أبو بكر بيده،
فقال: حسبك الله،
فخرج صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
( *سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ* ).
وقد خفق النبي صلى الله عليه وسلم خفقة وهو في العريش،
ثم انتبه فقال: أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله،
هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده،
على ثناياه النقع (يعني الغبار)،
قال: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرَّضهم.
وقد تعلم الصديق من هذا الموقف درسًا ربانيًا مهمًا
في التجرد من النفس وحظها،
والخلوص واللجوء لله وحده،
والسجود والجثي بين يدي الله سبحانه لكي ينزل نصره،
وبقي هذا المشهد راسخًا في ذاكرة الصديق وقلبه ووجدانه،
يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في تنفيذه،
في مثل هذه الساعات وفي مثل هذه المواطن،
*ويبقى هذا المشهد درسًا لكل قائد أو حاكم أو زعيم أو فرد يريد أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام*.
ولما اشتد أوار المعركة وحمي وطيسها،
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وحرض على القتال،
والناس على مصافهم يذكرون الله تعالى،
وقد قاتل صلى الله عليه وسلم بنفسه قتالاً شديدًا،
وكان بجانبه الصديق،
وقد ظهرت منه شجاعة وبسالة منقطعة النظير،
وكان على استعداد لمقاتلة كل كافر عنيد ولو كان ابنه،
وقد شارك ابنه عبد الرحمن في هذه المعركة مع المشركين،
وكان من أشجع الشجعان بين العرب،
ومن أنفذ الرماة سهمًا في قريش،
فلما أسلم قال لأبيه:
لقد أهدفت لي «أي ظهرت أمامي كهدف واضح» يوم بدر،
فملت عنك ولم أقتلك،
فقال له أبو بكر: لو أهدفت لي لم أَمِلْ عنك.
5- *الصديق والأسرى*:
قال ابن عباس رضي الله عنه:
فلما أسروا الأسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر:
« *ما ترون في هؤلاء الأسارى* ؟»
فقال أبو بكر:
يا نبي الله،
هم بنو العم والعشيرة،
أرى أن نأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار،
فعسى الله أن يهديهم إلى الإسلام،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« *ما ترى يا ابن الخطاب* ؟»
قال:
لا والله يا رسول الله،
ما أرى الذي يراه أبو بكر،
ولكني أرى أن تمكننا منهم فنضرب أعناقهم،
فتمكِّنَ عليًّا من عقيل فيضرب عنقه،
وتمكنني من فلان «نسيب لعمر» فأضرب عنقه،
فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها،
فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما قال أبو بكر،
ولم يهوَ ما قلت،
فلما كان الغد جئت فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان،
فقلت: يا رسول الله،
أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك،
فإن وجدت بكاء بكيت،
وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« *أبكي للذي عرض عليَّ أصحابك من أخذهم الفداء، ولقد عرض عليَّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة* » (شجرة قريبة من النبي صلى الله عليه وسلم)،
وأنزل الله -عز وجل-:
( *مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى* ) [الأنفال: 67]،
إلى قوله:
( *فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلا طَيِّبًا* ) [الأنفال: 69]،
فأحل الله لهم الغنيمة.
وفي رواية عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« *ما تقولون في هؤلاء الأسرى* ؟»
فقال أبو بكر:
يا رسول الله،
قومك وأهلك استَبْقِهم واستأن بهم؛
لعل الله أن يتوب عليهم.
وقال عمر:
يا رسول الله،
أخرجوك وكذبوك،
قربهم فاضرب أعناقهم.
وقال عبد الله بن رواحة:
يا رسول الله،
انظر واديًا كثير الحطب،
فأدخلهم فيه ثم اضرب عليهم نارًا،
فقال العباس: قطعت رحمك.
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم شيئا،
فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر،
وقال ناس: يأخذ بقول عمر،
وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة،
فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
« *إن الله ليليِّن قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة* ،
*وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى عليه السلام إذ قال*:
( *إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* ) [المائدة: 118]،
*وإن مثلك يا عمر كمثل نوح؛ إذ قال*:
( *وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا* ) [نوح: 26]،
*وإن مثلك كمثل موسى إذ قال*:
( *وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ زِينَةً وَأَمْوَالا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ* ) [يونس: 88].
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استشار أصحابه أول من يتكلم أبو بكر في الشورى،
وربما تكلم غيره،
وربما لم يتكلم غيره فيعمل برأيه وحده،
فإذا خالفه غيره اتبع رأيه دون رأي من يخالفه.
==
من كتاب *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلّابي، المنشور رقم (18)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (كل يوم منشور بعونه تعالى)
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/FqHFZthkG6VEcFnr1yyrAM
أو
https://chat.whatsapp.com/B8gLrjcBYSx01TsYtSkvqS
أو
https://chat.whatsapp.com/DAMT0XLVzE84AIgzD0R5Ep
أو
https://chat.whatsapp.com/Jke4kaA7ivL9BxTbSQg2jT
أو
https://chat.whatsapp.com/GIlERackH4MD0u3pknR8bC
أو
https://chat.whatsapp.com/2TyKmZPVa52IaWEv5UAumF
أو
https://chat.whatsapp.com/LDvoSVNplPNDZGaoC3tWAk
أو
https://chat.whatsapp.com/JcfJOjrujjUFP9bgOpSKWQ
أو
https://chat.whatsapp.com/CEGv6DLos3oGT9Nq6kGOXd
أو
https://chat.whatsapp.com/Lxrqq2vzwhZ7xrjkRm8ZLS
ساهم في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها..
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.