القناة الرسمية للشيخ فيصل الحاشدي واتساب
القناة الرسمية للشيخ فيصل الحاشدي واتساب
June 19, 2025 at 02:50 PM
دَعْوَةٌ مِنْ لاَ مَرْكُوبَ لَهُ إِلَى الرُّكُوبِ مَعَكَ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ الَّتِي يَنْبَغِي لِكُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا، أَنْ يَسْعَى لِنَفْعِ النَّاسِ بِأَبْسَطِ مَا يَمْلِكُ، وَمِنْ ذَلِكَ أَنْ تَرَىٰ مَارًّا عَلَى الطَّرِيقِ لاَ يَجِدُ رُكُوبًا، وَأَنْتَ فِي مَرْكَبَتِكَ مَقْعَدٌ فَاضِلٌ عَنْ حَاجَتِكَ، فَلَا تَبْخَلْ عَلَيْهِ، بَلْ قِفْ لَهُ وَاحْمِلْهُ مَعَكَ، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ أَسْمَى مَعَانِي الْإِحْسَانِ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَن كانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدَّ بِهِ عَلَى مَن لاَ ظَهْرَ لَهُ.» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ: ٢٣٩١) وَهَذَا الْفَضْلُ لاَ يَقْتَصِرُ عَلَى حَمْلِ إِنْسَانٍ فَحَسْبُ، بَلْ قَدْ يَكُونُ سَبَبًا فِي فَتْحِ قَلْبِهِ لَكَ، فَتَبْدَأُ بِالْتَرَحِيبِ وَالتَّعَارُفِ، ثُمَّ تَلْهَجُ بِدَعْوَةِ الْخَيْرِ، وَتُوَجِّهُهُ بِرِفْقٍ إِلَى التَّمَسُّكِ بِالسُّنَّةِ وَنَبْذِ الْبِدَعِ، وَلَوْ كَانَتِ الْمَسَافَةُ بَيْنَكُمَا دَقَائِقَ مَعْدُودَةً. وَلَا بَأْسَ أَنْ تَطْلُبَ رَقْمَ هَاتِفِهِ لِتَعَهُّدِ نَصِيحَتِهِ وَالإِحْسَانِ إِلَيْهِ مُسْتَقْبَلًا، فَإِنَّ النَّاسَ يَسْتَقْبِلُونَ النَّصِيحَةَ وَالْهُدَى مِنْ مِنْطَلَقِ الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ. فَهَذَا الْخُلُقُ النَّبِيلُ يُشْبِهُ نَهْرًا صَافِيًا يَنْسَابُ بِهُدُوءٍ، يَرْوِي قُلُوبًا عَطْشَى لِلْخَيْرِ، وَيَزْرَعُ بُذُورَ التَّقْوَى وَالْمَحَبَّةِ فِي النُّفُوسِ، فَتَجْمَعُ بِذَلِكَ بَيْنَ عَمَلِ الْخَيْرِ الظَّاهِرِ وَالنِّيَّةِ الْخَالِصَةِ الَّتِي تُثْمِرُ، بِإِذْنِ اللهِ، الْبَرَكَةَ وَالرَّحْمَةَ. ✒️ فيصل الحاشدي
👍 7

Comments