
القناة الرسمية للشيخ فيصل الحاشدي واتساب
June 19, 2025 at 06:54 PM
لَا تَنْقُلْ لِأَخِيكَ مَا يُؤْلِمُ نَفْسَهُ
مِنْ كَمَالِ الْمُرُوءَةِ، وَتَمَامِ الْأَدَبِ، وَحُسْنِ الْإِيمَانِ، أَنْ تَحْفَظَ قَلْبَ أَخِيكَ مِنْ كُلِّ مَا يُكَدِّرُهُ، وَتَصُونَ سَمْعَهُ عَمَّا يُؤْذِيهِ، فَلَا تُحَمِّلْهُ مِنَ الْأَخْبَارِ مَا يُحْزِنُهُ أَوْ يَجْرَحُ مَشَاعِرَهُ، فَإِنَّ النُّبْلَ فِي الْكَفِّ، لَا فِي النَّقْلِ.
قَالَ ابْنُ حَزْمٍ رَحِمَهُ اللهُ:
"لَا تَنْقُلْ إِلَى صَدِيقِكَ مَا يُؤْلِمُ نَفْسَهُ، وَلَا يَنْفَعُهُ فِي الْمَعْرِفَةِ؛ فَهَذَا فِعْلُ الْأَرَاذِلِ."
📘 الأَخْلَاقُ وَالسِّيَر (ص: ٤٧)
وَفِي الْمَثَلِ:
"سَبَّكَ مَنْ نَقَلَ السَّبَّ."
📘 الأمثَالُ لِلْهَاشِمِيِّ (ص: ١٤٤)
وَالْكَرِيمُ هُوَ مَنْ يَذُبُّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ، وَيَسْتُرُ عَيْبَهُ، وَيُوَاسِيهِ، لَا مَنْ يَجُرُّ إِلَيْهِ الْكَلَامَ الْمُحْزِنَ، أَوْ يَفْتَحُ لَهُ أَبْوَابَ الْهَمِّ، وَالذِّكْرَى الْمُؤْلِمَةَ.
أَمَّا اللَّئِيمُ، فَهُوَ الَّذِي يَلْتَقِطُ الْبِضَاعَةَ السَّاقِطَةَ، وَيُرَوِّجُهَا فِي الْمَجَالِسِ الطَّيِّبَةِ؛ فَيُكَدِّرُ صَفْوَهَا، وَيُبَعْثِرُ سُكُونَهَا، وَمَا ذَاكَ إِلَّا خُلُقُ السُّقَاطِ وَهَمَلِ النَّاسِ.
وَتَأَمَّلْ حُسْنَ تَلَطُّفِ وَحْشِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حِينَ سَأَلَهُ النَّبِيُّ ﷺ:
«أَأَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ؟»
فَقَالَ:
«قَدْ كَانَ مِنَ الْأَمْرِ مَا بَلَغَكَ.»
📘 رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (١٠٧٢)
فَأَجَابَ بِكَلِمَةٍ تَدُلُّ، وَلَا تُؤْلِمُ، وَتُقِرُّ، وَلَا تُسْقِمُ، فَانْظُرْ كَيْفَ اجْتَنَبَ مَا يُذَكِّرُ بِالْمُصِيبَةِ، أَوْ يُسَخِّنُ الْجُرْحَ الْمُنْدَمِلَ.
قَالَ زُهَيْرُ بْنُ أَبِي سُلْمَى:
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يُدَنَّسْ مِنَ اللَّوْمِ عِرْضُهُ
فَكُلُّ رِدَاءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُ
وَمَا أَجْمَلَ الْقُلُوبَ الَّتِي تُجِيدُ الصَّمْتَ حِينَ يَكُونُ الْكَلَامُ وَجَعًا، وَتُجِيدُ اللُّطْفَ حِينَ يَكُونُ النَّقْلُ عِبْئًا.
✒️ فَيْصَلُ الْحَاشِدِي
👍
7