القناة الرسمية للشيخ فيصل الحاشدي واتساب
القناة الرسمية للشيخ فيصل الحاشدي واتساب
June 19, 2025 at 08:01 PM
دَفْعُ التُّهْمَةِ عَنِ النَّفْسِ مِنْ دَلائِلِ حُسْنِ الخُلُقِ، وَكَمالِ الفِطْنَةِ، وَسَلامَةِ الْمَقْصِدِ: حِرْصُ الْمُسْلِمِ عَلَى صِيانَةِ عِرْضِهِ، وَدَفْعِ ما يُرِيبُ عَنْهُ مِنْ مَظانِّ التُّهْمَةِ وَالشُّبْهَةِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ وَقَعَ فِيمَا يُظَنُّ بِهِ، دَرْءًا لِلرِّيبَةِ، وَحَسْمًا لِمادَّةِ الظَّنِّ الْفاسِدِ، وَسَدًّا لِبابِ الْوَساوِسِ وَالْفِتَنِ. وَقَدْ دَلَّ عَلَى هذَا الْأَصْلِ النَّبَوِيِّ الْكَرِيمِ ما جاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كانَ مُعْتَكِفًا، فَأَتَتْهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ رضيَ اللَّهُ عَنْها تَزُورُهُ لَيْلًا، فَانْصَرَفَ مَعَها يُحَدِّثُها، فَمَرَّ بِهِ رَجُلانِ مِنَ الْأَنْصارِ، فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ أَسْرَعا، فَقالَ لَهُما رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «عَلى رِسْلِكُما، إِنَّها صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ»، فَقالا: سُبْحانَ اللَّهِ، يا رَسُولَ اللَّهِ! فَقالَ: «إِنَّ الشَّيْطانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُما شَرًّا». رَواهُ الْبُخَارِيُّ (٣٢٨١)، وَمُسْلِمٌ (٢١٧٥). وَهذَا الْحَدِيثُ الْجَلِيلُ يَدُلُّ عَلَى اسْتِحْبابِ التَّحَرُّزِ مِنَ التُّهَمِ، وَدَفْعِ الشُّبُهاتِ، وَتَجْلِيَةِ الْمَقامِ لِمَنْ الْتَبَسَتْ بِهِ الْحالُ، حَتَّى لا يُفْتَحَ لِلشَّيْطانِ سَبِيلٌ إِلى قُلُوبِ النَّاسِ، وَلا لِلِسانِهِمْ طَرِيقٌ إِلى الْغِيبَةِ وَسُوءِ الظَّنِّ. وَقَدْ قَرَّرَ الْعُلَماءُ: أَنَّ مَنْ وُصِفَ بِما لَيْسَ فِيهِ، وَكانَ فِي يَدِهِ دَفْعُ التُّهْمَةِ، فَلَهُ – بَلْ عَلَيْهِ – أَنْ يَكْشِفَ اللَّبْسَ، وَيَصُونَ نَفْسَهُ مِنْ مَظِنَّةِ الْمَذَمَّةِ، فَإِنَّ مَنْ لَحِقَتْهُ التُّهْمَةُ، نالَهُ مَقْتُ النَّاسِ وَإِنْ كانَ بَرِيئًا، فَكَيْفَ بِمَنْ سَكَتَ وَأَقَرَّهَا؟! وَهكَذا عَلَّمَنا النَّبِيُّ ﷺ بِأَفْعالِهِ قَبْلَ أَقْوالِهِ، أَنَّ السَّلامَةَ لا يُعْدِلُها شَيْءٌ، وَأَنَّ الرِّيبَةَ تُقْطَعُ بِالْبَيانِ، وَسُوءَ الظَّنِّ يُسَدُّ بِدَفْعِ التُّهْمَةِ. ✒️ فَيْصَلُ الْحَاشِدِي
👍 ❤️ 7

Comments