سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
June 18, 2025 at 06:50 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *خلافة أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *أقوال وخطب ومواعظ حفظها الناس عن أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما*: قال الحسن بن علي رضي الله عنه في بعض مواعظه للمسلمين: يا ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابداً وارض بما قسم الله لك تكن غنياً وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك بمثله تكن عادلاً. إنه كان بين أيديكم قوم يجمعون كثيراً ويبنون مشيداً ويأملون بعيداً أصبح جمعهم بوراً وعملهم غروراً ومساكنهم قبوراً. يا ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فجُدْ بما في يدك لما بين يديك فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع، وتلا هذه الآية: ( *وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى* ) (البقرة، آية: 197). وهذا شرح موجز لهذه الخطبة الحسنية: أـ *يا ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابداً*: فهذا توجيه من الحسن بن علي يحث فيه الناس على الابتعاد من المحرمات، ويعتبر الحسن بن علي أن من ترك المحرمات فهو العابد، فالوقوع في المحرمات يوقع الإنسان في الغفلة ويعرضه لسخط الله وعقابه وغضبه، كما أن الوقوع في المحرمات والغفلة عن طاعة الله سببان لمفاسد كثيرة وأضرار بليغة في الدنيا والآخرة.. يقول ابن القيم: قلة التوفيق وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونضرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب، ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم وضنك المعيشة، وكسف البال، كل هذه الأشياء تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله كما يتولد الزرع من الماء، والإحراق من النار، وأضداد هذه تتولد من الطاعة، فالبعد عن المحرمات طريق للطاعات، فيصبح المسلم عابداً، ولذلك قال الحسن: عف عن محارم الله تكن عابداً . ب ـ *وارض بما قسم الله لك تكن غنياً*: يتحدث الحسن رضي الله عنه عن الرضى بما كتبه الله على العبد، وأن الرضى يؤدي إلى الغنى بالله سبحانه وتعالى، والرضا عن الله سبحانه وتعالى معناه: *أن لا يكره العبد ما يجري به قضاء الله تعالى*. وأعلاه: سرور القلب، وسكينة النفس إلى قضاء الله وقدره خيره وشره والإيمان بالقضاء والقدر أحد الأركان الستة، حلوه ومره، وهذا القسم من الرضا من أجل الأخلاق الإيمانية لأنه: آخذ بزمام مقامات الدين كلها، إذ هو روحها وحياتها، فإنه روح التوكل وحقيقته، وروح اليقين، وروح المحبة ودليل صحة محبة المحب، وروح الشكر ودليله ، وهو أيضاً يفتح باب حسن الخلق مع الله تعالى ومع الناس، فإن حسن الخلق من الرضا، وسوء الخلق من السخط، بل إن بعض العلماء عرف الرضا بحسن الخلق مع الله، قال، لأنه يوجب ترك الاعتراض عليه في ملكه، وحذف فضول الكلام الذي يقدح في حسن خلقه ... فلا يسمى شيئاً قط قضاه الله تعالى وقدره باسم مذموم، إذا لم يذمه الله تعالى، لأنه ينافي الرضا، ولذلك كان هذا النوع من الرضا محل عناية القرآن الكريم في التحدث عنه بآيات كثيرة يقول فيها عز وجل: ( *رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ* ) (التوبة، الآية: 100) مما يدل على أنه من أعلى مقامات الإيمان لما يعينه من كمال الخُلق مع الخالق جلا وعلا لكل ما يقضيه الله عز وجل في خلقه وكونه وتشريعه، فيقبله العبد بكل سرور واطمئنان وانشراح نفس، فلا يجد في نفسه حرجاً ممّا قضاه الله تعالى له من خير أو شر بل يرضى بمُرِّ القضاء الذي قدره له وبما قضاه في الكون من تدبير وخلق وفناء بداية لما يعلمه من حكمته سبحانه في تدبيره الملكوت كله، ويرضى بما شرعه لعباده من تشريع على ألسنة رسله، وفي محكم كتابه، لأنه كله هو الحق والهدى .. فصاحب هذا الخلق يتلقى كل ذلك بالمحبة والسرور على مراد الله الذي قضاه في كل ذلك، لعلمه أن الله عز وجل حكيم في فعله وتدبيره وقضائه ودود مع عباده لا يفعل لهم إلا محض الخير مهما بدا لأنفسهم خلافه، وقد كان جدّ الحسن صلى الله عليه وسلم القدوة المثلى والأسوة الحسنى، فقد بين لنا صلى الله عليه وسلم كيف كان رضاه عن الله تعالى فيما يبتليه به في الحياة من متاعب في النفس أو المال أو البنين أو الأقارب؟، فكان صلى الله عليه وسلم على ذلك النحو من الرضا كمالاً وتماماً سواء فيما ناله من الأذية في نفسه من جراء دعوته إلى الله تعالى في مكة أو في الطائف أو في المدينة، ولقد بلغت به الأذيّة، أن جرت عليه عدة محاولات اغتيال فلم تفلح، فلم يزد على تقرير المحاولين ما أرادوه، ثم العفو عنهم، وأما رضاه بما كان عليه من القلة في المال، فلم تعرف البشرية رضاً مثله، حيث بلغ به في حاله ذاك، أن جعل يدعو الله تعالى ويقول: * اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا*، وأما في فقد الأولاد فلما مات خال الحسن: ولد النبي صلى الله عليه وسلم الرضيع إبراهيم عليه السلام عن ثمانية عشراً شهراً، وقد رزق به على الكِبَر وبعد موت أبنائه الذكور من قبل، لم يتزعزع رضاه عليه الصلاة والسلام لقضاء الله وقدره، بل أعلن رضاه بذلك، وقال فيما رواه عنه أنس بن مالك رضي الله عنه: *إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا بما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون*. وأما أقاربه صلى الله عليه وسلم فقد صُرِّعوا حوله بين يديه في الدفاع عنه وعن دعوته، فلم يتبرم لذلك، بل جاء أنه قال في حق عمه أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه الذي استشهد بأحد، ومُثِّلَ به أيَّما تمثيل: فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه، نظر إليه، وقد مُثِّل به، فما زاد على أن قال: *رحمة الله عليك، إن كنت ما علمتك إلا وصولاً للرحم، فعولاً للخيرات، والله لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله في بطون السباع*.. (الحديث ضعيف) ومع ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من كمال الرضا عن الله تعالى في كل أحواله، فقد كان دائب الدعاء أن يرزقه الله تعالى المزيد من الرضا والثبات الدائم عليه، فكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ... *وأسألك الرضا بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضراء مضرة، وفتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين*. (صحيح) ولم تقتصر أقواله صلى الله عليه وسلم في الرضا على ما كان يعبر به عن نفسه من ذلك الخلق العظيم، بل كذلك كان ينوه بهذا الخلق العظيم، ويبين ما له من عظيم الأجر والثواب عند الله، ليحض أمته عليه، وذلك كما في قوله صلى الله عليه وسلم: *من قال حين يسمع المؤذِّنَ: وأنا أشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، رَضِيتُ بالله ربًّا، وبمحمدٍ رسولًا، وبالإسلام دِينًا، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه* . ويلاحظ هنا كيف ربط النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء بأمر يتكرر يومياً خمس مرات، ليصبح هذا الدعاء ومضمونه شيئاً راسخاً في نفس المؤمنين والمؤمنات، وقوله صلى الله عليه وسلم: * ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا*. فقد بين في هذين الحديثين عظيم خلق الرضا عن الله تعالى حيث أبان أن هذا الخلق سبب لمغفرة الذنوب، وشهد له في الحديث الآخر أنه مما يوجد حلاوة الإيمان، وذلك لأن صاحب هذا الخلق يعلم أنه ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن تدبير الله تعالى له خير من تدبيره لنفسه، فيعيش قرير العين في هذه الحياة في السراء والضراء، يحمد الله تعالى على الخير وغيره، لأن ذلك كله فعل الله تعالى وتصرفه في ملكه، وأي راحة للمرء أكثر من أن يعيش في هذه الحياة على هذا النحو؟ جـ ـ قوله: *وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما*: فالحسن رضي الله عنه يحث المسلمين على حسن الجوار فحق الجار على جاره من أعظم الحقوق، قال تعالى: ( *وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ* ) (النساء، آية:36)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: *ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه*. وذلك لشدة الوصية به وتأكيدها *ومن حقوق الجوار وآدابه في الإسلام أمور منها*: ـ عدم إيذائه بأي شيء من قول أو عمل: فقد قال صلى الله عليه وسلم: *من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره*. فيجب على الإنسان أن يكف اذاه عن جاره، سواء كان بالقول، أو بالفعل، أو بالإشارة فأذية الجار محرمة على كل حال. ـ الإحسان إليه دائماً: وبكل صورة ممكنة، كما قال صلى الله عليه وسلم: * مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ*. ونظراً للأهمية الكبرى التي يعطيها الإسلام للجار ربط الرسول صلى الله عليه وسلم بين صدق الإيمان بالله واليوم الآخر والإحسان للجار ولو طبقنا هذا التوجيه النبوي مع جيراننا في مجتمعاتنا لتحولت هذه المجتمعات إلى مجتمعات متعاونة ومتكاثفة ولعاش أهلها حياة طيبة. ـ تحمل أذى الجار والصبر عليه: وكما قيل: ليس حسن الجوار بكف الأذى على الجار، ولكن بتحمل أذاه. فينبغي للمسلم أن يصبر على أذى جاره، وأن يتحمله، وأن يقابله بالإحسان. فإنه بهذا يغلق الباب أمام نزغ الشيطان. ـ مواساته بالطعام، ولا سيما إذا كان فقيراً: قال صلى الله عليه وسلم: * ليس المؤمنُ بالذي يشبعُ ؛ وجارُه جائعٌ إلى جنبِه*، وقال صلى الله عليه وسلم: * إذا طبخ أحدُكُم قِدْرًا فليُكْثِرْ مَرَقَها، ثمَّ ليُنَاوِلْ جارَه مِنها*، وقال صلى الله عليه وسلم: * يا نِساءَ المُسْلِماتِ، لا تَحْقِرَنَّ جارَةٌ لِجارَتِها، ولو فِرْسِنَ شاةٍ*. فينبغي لكل مسلم أن يتنبه إلى هذا الأدب الرفيع، وألا يهمله، فإن له أثراً عظيمًا على الجار، وهو دليل على اتصاف المجتمع المسلم بالتراحم، والتعاطف، والتكافل بين أفراده ويفهم من الحديث الحرص على سد احتياجات الجار ما أمكن من ملابس وأدوية وغيرها. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [70]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments