سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
June 19, 2025 at 07:38 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *خلافة أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *أقوال وخطب ومواعظ حفظها الناس عن أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما*: نتابع مع *شرح موعظة الحسن بن علي رضي الله عنه*: يا ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابداً وارض بما قسم الله لك تكن غنياً وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك بمثله تكن عادلاً. إنه كان بين أيديكم قوم يجمعون كثيراً ويبنون مشيداً ويأملون بعيداً أصبح جمعهم بوراً وعملهم غروراً ومساكنهم قبوراً. يا ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فجُدْ بما في يدك لما بين يديك فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع، وتلا هذه الآية: ( *وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى* ) (البقرة، آية: 197). ففي قوله: *أحسن جوار من جاورك تكن مسلما*: فمن حسن الجوار: - مشاركة الجار في الفرح والحزن: فإذا كان عند جاره مناسبة سارة فينبغي له أن يذهب إليه، وأن يشاركه ويقاسمه فرحه، ما لم يكن فيه معصية .. وإذا أحلت به نازلة فينبغي له أن يحضره، وأن يشاركه ويقاسمه حزنه، ويواسيه بالكلمة الصالحة، ويشد من أزره. وكل هذا من حق المسلم أصلا على أخيه المسلم، والجار أولى بهذه الحقوق من غيره. ـ أن يعرض عليه البيت قبل غيره إذا أراد التحول عنه: فإذا أراد أن ينتقل من داره فليعرضها على جاره قبل غيره، فقد يرغب في شرائها، وكذلك أي أرض أو عقار، وقد قال صلى الله عليه وسلم: *من كانت له أرض فأراد بيعها فليعرضها على جاره*. وهذا أطيب لخاطره ولقلبه، وإذا فرط الناس في هذا الأمر فإنهم يفتحون بابا للمشاحنات والمنازعات والعداوات، فالله المستعان. ـ ألا يمنع جاره من غرس خشبه في جداره: إذا احتاج الجار إلى ذلك، فينبغي أن يسمح له بغرس هذه الخشبة، ولا يمنعه من الانتفاع بها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: *لا يمنع جار جاره أن يغرس خشبه في جداره*. ثم قال أبو هريرة: مالي أراكم عنها معرضين؟ والله لأرمين بها بين أكتافكم. أي لأصرحن ولأحدثن بها بينكم مهما ساءكم ذلك وأوجعكم .. ويفهم من الحديث كل مساعدة يحتاجها الجار ولا يترتب عليها ضرر لجاره، فالإسلام يحث على تقديمها. ـ تعظيم حرمة الجار وعدم خيانته: لا بإفشاء سره، ولا بهتك عرضه، ولا بالفجور بأهله، فإنه من أقبح الكبائر.. قال صلى الله عليه وسلم لما سئل: أي الذنب أعظم؟ قال: *أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك*. قيل: ثم أي؟ قال: *أن تزاني حليلة جارك*.. بل ينبغي أن يحفظه في نفسه وماله وعرضه، حتى يأمنه جاره، فقد قال صلى الله عليه وسلم: *والله لا يؤمن ـ ثلاثاً ـ الذي لا يأمن جاره بوائقه*. أي غدره وخيانته. ولذلك كان الحسن بن علي رضي الله عنه يوصي الناس في مواعظه وخطبه بحسن الجوار والإحسان إلى الجار، ولذلك قد قال: *وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما*. ح ـ قول الحسن بن علي رضي الله عنهما: *وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك بمثله تكن عادلاً*: فالحسن رضي الله عنه يحث المسلمين على إنصاف الناس ومصاحبتهم بالعدل وعدم ظلمهم، فالإنصاف خصلة شريفة، وخلة كريمة، يدل على نفس مطمئنة، وأفق واسع، ونظر في العواقب بعيد، ويعرف بأنه: *استيفاء الحقوق لأربابها، واستخراجها بالأيدي العادلة، والسياسة الفاضلة*، وقال ابن القيم في إنصاف الناس: أن تؤدي حقوقهم، وألا تطالبهم بما ليس لك، وألا تحملهم فوق وسعهم، أن تعاملهم بما تحب أن يعاملوك به، وأن تعوضهم ممّا تحب أن يعوضوك منه، وأن تحكم لهم أو عليهم بما تحكم به لنفسك أو عليها. الإنصاف والعدل توأمان نتيجتهما عُلُوُّ الهمَّة، وبراءة الذِّمَّة، باكتساب الفضائل، واجتناب الرَّذائل، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإنصاف، ونهى أن يحملنا بغضنا للكُفَّار على عدم الإنصاف، فقال عزّ وجلَّ: ( *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تعْمَلُون* ) (المائدة، 8). قال ابن تيمية: فنهى أن يحمل المؤمنين بغضهم للكفار على ألاَّ يعدلوا، فكيف إذا كان البغض لفاسق، أو مبتدع، أو متأوِّل من أهل الإيمان؟ فهو أولى أن يجب عليه ألاَّ يحمله ذلك على ألاَّ يعدل على مؤمن، وإن كان ظالماً له. وقال ابن كثير: أي لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل، فإن العدل واجب على كلِّ أحد في كل أحد في كل حال، وقيل لبعض السلف: ما عملت فيمن عصا الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه . وقال سبحانه وتعالى: ( *وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا* ) (المائدة: 2). قال أبو عبيدة والفراء: أي لا يكسبنكم بغض قوم أن تعتدوا الحق إلى البال، والعدل إلى الظلم، فما أجمل أن يتحلى المرء بالإنصاف، فهو من صفات الربانيين الذين لا يرجون إلا الحق . قال ابن القيم: وتعرَّ من ثوبين مَنْ يلْبَسْهُما يلْقَ الردى بمذمّة وهوانِ ثوبٌ من الجهل المركَّب فوقَه ثوبُ التعصّب بِئْسَتِ الثوبانِ وتَحَلَّ بالإنصاف أفخرَ حُلَّةٍ زِينَتْ بها الأعطافُ والكتفانِ وقال المتنبي: ولمْ تَزَلْ قلّةُ الإنصاف قاطعةً بين الرجال ولو كانوا ذوي رَحِمِ ومن إنصاف العباد إنصافهم في الأموال والمعاملات، والحجج والمقالات وقد عاب الله سبحانه وتعالى الذين يبخسون الناس أشياءهم، وأوعدهم بالخسارة والهلاك، فقال سبحانه وتعالى: ( *وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ* ) (المطففين: 1 ـ 3). قال ابن سعدي: دلت الآية الكريمة على أن الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له، يجب عليه أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات، بل يدخل في عموم هذه الحجج والمقالات، فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن واحد منهما يحرص على ما له من الحجج، فيجب عليه ـ أيضاً ـ أن يبين ما لخصمه من الحجج التي لا يعلمها، وأن ينظر في أدلة خصمه كما ينظر في أدلته هو، وفي هذا الموضع يعرف إنصاف الإنسان من تعصبه واعتسافه، وتواضعه من كبره، وعقله من سفهه. فما أجمل قول الحسن بن علي رضي الله عنه: *وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك بمثله تكن عادلاً*. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [71]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments