سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
June 20, 2025 at 08:06 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *خلافة أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *أقوال وخطب ومواعظ حفظها الناس عن أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما*: نتابع مع *شرح موعظة الحسن بن علي رضي الله عنه*: يا ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابداً وارض بما قسم الله لك تكن غنياً وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك بمثله تكن عادلاً. إنه كان بين أيديكم قوم يجمعون كثيراً ويبنون مشيداً ويأملون بعيداً أصبح جمعهم بوراً وعملهم غروراً ومساكنهم قبوراً. يا ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فجُدْ بما في يدك لما بين يديك فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع، وتلا هذه الآية: ( *وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى* ) (البقرة، آية: 197). خ ـ قول الحسن رضي الله عنه: *إنه كان بين أيديكم قوم يجمعون كثيراً ويبنون مشيداً ويأملون بعيداً، أصبح جمعهم بوراً وعملهم غروراً ومساكنهم قبوراً، يا ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فجد بما في يدك لما بين يديك، فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع* وتلا هذه الآية ( *وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى* ) (البقرة، الآية: 197). فالحسن رضي الله عنه يصف صنفاً من الناس منغمساً في الدنيا وزينتها، مشغولاً بالجمع والبناء ومصاباً بمرض طول الأمل فهذا حال أغلب الناس إلا من رحم ربي، فإذا الموت يأتي بغتة، فلم ينتفعوا بما جمعوا، فأصبحت أعمالهم ضائعة، ومساكنهم خالية، فالحسن بن علي رضي الله عنه يحذر الناس من الإغترار بهذه الدنيا ويحثهم على الزهد فيها وإنما ينشأ الزهد لليقين بالتفاوت بين الدنيا والآخرة، قال تعالى: ( *قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا* ) (النساء، آية: 77). والقرآن يربي المؤمن على الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة، وقد بين الله سبحانه وتعالى أن الكفار هم الذين يغترون بزينة الدنيا وزخرفها، فقال تعالى: ( *زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ* ) (البقرة، الآية: 212). وقد بين القرآن الكريم في كثير من المواضع أن الدنيا حقيرة لا يجب أن تشغل المرء عن طلب الآخرة، ومنها قوله تعالى: ( *أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ، كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ، كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ، لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ، ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ، ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ* ) (التكاثر، الآية: 1ـ 8)، أي أشغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها، وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر وصرتم من أهلها. وروى الإمام أحمد، عن عبد الله بن الشخير قال: أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَهو يَقْرَأُ: ( *أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ* )، قالَ: *يقولُ ابنُ آدَمَ :مَالِي، مَالِي، قالَ: وَهلْ لَكَ -يا ابْنَ آدَمَ- مِن مَالِكَ إلَّا ما أَكَلْتَ فأفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فأبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فأمْضَيْتَ*؟! وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *يقول العبد: مالي مالي، وإنما له من ماله ثلاث، ما أكل فأفنى، أو لبس، فأبلى، أو تصدق فأمضى، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس*. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *يتبع الميت ثلاث فيرجع اثنان ويبقى معه واحد: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله*. وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: * يهرَمُ ابنُ آدمَ ويبقَى معه اثنتان الحِرصُ والأملُ*. وقال الأحنف بن قيس لما رأى في يد رجل درهماً: لمن هذا الدرهم؟ فقال الرجل: لي، فقال: إنما هو لك إذا أنفقته في أجر، أو ابتغاء شكر، ثم أنشد الأحنف متمثلاً قول الشاعر: أنت للمال إذا أمسكته فإذا أنفقته فالمال لك وفي قوله تعالى: ( *ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم* ) أي: ثم لتسألن يومئذ عن شكر ما أنعم الله به عليكم من الصحة والأمن والرزق وغير ذلك، ما إذا قابلتم به نعمة من شكره وعبادته. وقال تعالى: ( *وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أزْواجاً منْهُم زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى، وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى* ) (طه: 131، 132). قال ابن كثير: يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لا تنظر إلى هؤلاء المترفين وأشباههم ونظرائهم وما فيه من النعيم، فإنما هو زهرة زائلة ونعمة حائلة لنختبرهم بذلك وقليل من عبادي الشكور، وقال مجاهد: ( *أَزْوَاجًا مِنْهُمْ* ) يعني: الأغنياء، فقد آتاك الله خيراً مما آتاهم. ولهذا قال: ( *وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى* ) فكان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا مع القدرة عليها إذا حصلت له ينفقها هكذا وهكذا في عباد الله، ولم يدخر لنفسه شيئاً وقال: *إن أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح الله لكم من زهرة الدنيا* قالوا: وما زهرة الدنيا يا رسول الله؟ قال: *بركات الأرض* وقال قتادة والسدي: ( *زهرة الحياة* ) يعني: زينة الحياة الدنيا. وقال قتادة: ( *لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ* ) لنبتليهم. وقوله: ( *وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا* ) أي: استنقذهم من عذاب الله بإقام الصلاة، واصبر أنت على فعلها، كما قال تعالى: ( *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا* ) (التحريم، الآية: 6). وقوله: ( *لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ* ) يعني: إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب. كما قال تعالى: ( *وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ* ) (الطلاق: 2، 3) ولهذا قال: ( *لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ* ). وقال الثوري: لا نسألك رزقاً: أي لا نكلفك الطلب. وقال ثابت: وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة. وعن زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: * من كانت الدُّنيا همَّه ، فرَّق اللهُ عليه أمرَه ، وجعل فقرَه بين عينَيْه ، ولم يأْتِه من الدُّنيا إلَّا ما كُتِب له ، ومن كانت الآخرةُ نيَّتَه ، جمع اللهُ له أمرَه ، وجعل غناه في قلبِه ، وأتته الدُّنيا وهي راغمةٌ*. وقوله تعالى: ( *وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى* ) أي: وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة وهي الجنة لمن اتقى .. انتهى . وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فأثر في جنبه فلما استيقظ جعلت امسح عنه، فقلت: يا رسول الله، ألا آذنتنا فبسطنا شيئاً يقيك منه، فتنام عليه، فقال: *مالي وللدُّنيا ، ما مثَلي ومثلُ الدنيا إلا كراكبٍ سافر في يومٍ صائفٍ ، فاستظلَّ تحت شجرةٍ ساعةً ، ثم راح وتركَها *. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم سائرين على نهج النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانوا أزهد الناس وأرغبهم في الآخرة، فنظروا إلى الدنيا أنها فانية وإلى الآخرة أنها باقية، فتزودوا من الدنيا زاد الراكب ونظروا إلى الآخرة بقلوبهم، فعلموا أنهم سينظرون إليها بقلوبهم وأعينهم ولمَّا علموا أنهم سيرتحلون منها بأبدانهم تعبوا قليلاً، وتنعموا كثيراً، كل ذلك بتوفيق مولاهم الكريم، فأحبوا ما أحبَّ لهم، وكرهوا ما كره لهم، قال ابن مسعود رضي الله عنه للتابعين: لأنتم أكثر عملاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنهم كانوا خيراً منكم، كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة، فكان في التابعين من هو أكثر قياماً وصياماً وعبادة من الصحابة رضي الله عنهم، ولكن الصحابة رضي الله عنهم سبقوا بأحوالهم الإيمانية من الزهد واليقين، وصدق التوكل على الله عز وجل ولا شك في أن الصحابة رضي الله عنهم تعلموا الزهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر عليه الهلال ثم الهلال ثم الهلال، ثلاث أهلة في شهرين، ولا يُوقد في بيته من أبياته نار. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [72]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments