👇👇 حَكَم اللهُ (عز وجل) على مَن يَدعو غير الله بالشرك والضلال ________________ ________________ قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْــــــــــرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدا } [سُورَةُ النِّسَاء : ١١٦] قال تعالى : { وَمَنْ أَضَــــــــــلُّ مِمَّنْ يَدْعُـــــــــو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (٥) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِــــــــــمْ كَافِرِين (٦) } [سُورَةُ الأَحْقَاف : ٥-٦] ________________ 🖋️ قال أ.د. ربيع المدخلي : والصوفية غلوا في الأولياء، واعتقدوا فيهم أنهم يعلمون الغيب ويتصرّفون في الكون ويستجيبون الدعـــــــــاء ولو كان بينهم وبين هذا الميت آلاف الكيلوات والأميال فإنه يسمعك، فهذا مُصادمَةٌ لكتاب الله (عز وجل) الذي أمر ألا يُدعى إلا الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، 👈 وحَكم على مَن يَدعو غير الله بالشرك والضلال في هذه السورة في آيتين قال: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدا } [سُورَةُ النِّسَاءِ: ١١٦]. فلا يبادرون بتلاوة الآيات، ولا يفهمونها حق الفهم، لا يفهمون الآيات الداعية للتوحيد والآيات الناهية عن الشرك { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّه } [سُورَةُ الأَحْقَاف : ٥] أخطر خطر وقع فيه هؤلاء المنحرفون أنهم يدعون غير الله، ويزعمون أن هذا توسل، يسمون الأشياء بغير أسمائها، وهي استغاثة ودعاء لغير الله ودعاء بغير الله، 👈 فمن يرتكب هذا يقع في الكفر - والعياذ بالله - {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (٥) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (٦) } [سُورَةُ الأَحْقَاف] فسمى اللهُ هذا الدعاء عبادة، فدعاء غير الله شرك - والعياذ بالله -: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (١٣) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُم (١٤) }[سُورَةُ فَاطِر] لماذا لا يصدقون هذه الآيات لو كانوا حقا صادقين في إسلامهم، { إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُم (١٤) }[سُورَةُ فَاطِر] أنبياء أو ملائكة. والله لو وقف عند قبره صباح مساء لا يسمعه هذا النبي أبدا، لأن الله أخبر وأراد ألا يسمع هذا الباطل، فالله يصون مسامع الأنبياء والأولياء عن سماع الشرك فلا يسمعونه { إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُم وَلَوْ سَمِعُوا } فَرَضًا {مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُم (١٤) } [سُورَةُ فَاطِر] سمى هذا الدعاء شِركاً بالله، وسماه في سورة الأحقاف عبادة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَة» كقوله عليه الصلاة والسلام : «الحَجَّ عَرَفَة» ؛ يعني : معظم العبادات يتضمنها الدعاء. .. فالشرك أخطر الأخطار، وذنب لا يغفر، ومن الشرك: دعاء غير الله، والذبح لغير الله، والتوكل على غير الله، واعتقاد أن الأولياء يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون هذا شرك في الربوبية وذاك شرك في الإلهية. فعلينا بتوحيد الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، وإنقاذ كثير من الناس بهذا القرآن وبهذه السنة مما هم فيه من الضلال. فالسلفي يحمل رسالة، يحمل أمانة عليه أن يتعلم العلم، ويدرس كتب السلف وعقائد السلف وتفسيرات السلف للقرآن وشروحهم لحديث الرسول - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - ليتمكن في العلم، ويصدق عليه أنه يدعو إلى الله بعلم وبصيرة، يقول تعالى : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين } [سُورَةُ يُوسُف : ١٠٨] [نفحات الهدى والإيمان - ٥٩/٦٠] ________________ 🖋️ قال أ.د. ربيع المدخلي : فلا يَنصر اللهُ هذه الأمة إلا إذا رَفعت راية الكتاب والسُّنة بحق وصِدق وجدارة، ورَفعت راية التوحيد، أما وهي تحمل مبادئ وشعارات بعيدة عن كتاب الله وعن سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بل هي جاهلية، فهؤلاء لا يزدادون إلا خزيًا عند الله، ولا يزيدهم الله إلا خزيًا وتسليطا للأعداء وإذلالهم كما في الحديث : «حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُم» .. يجب أن يفهم هؤلاء هذه الحقيقة، ويتمسكوا بها، والله لو رجعوا إلى دين الله لنصرهم الله على أوربا وأمريكا، وعلى الدول كلها { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون } [سُورَةُ التَّوْبَة : ٣٣] فهؤلاء استحقوا هذا النصر؛ أصحاب محمد ﷺ، وأظهر الله دينهم على الأديان كلها { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون } [سُورَة النُّور : ٥٥] كانت هذه الصفات موجودة في أصحاب محمد ﷺ استخلفهم الله فكانوا سادة الدنيا بهذا الإسلام وبهذا التوحيد. [نفحات الهدى والإيمان - ٣٩] 🖋️ قال أ.د. ربيع المدخلي : فيجب أن نهتم بالتوحيد ووالله ما ضاعت هذه الأمة وسلط عليها الأعداء من اليهود والنصارى والمجوس والشيوعيين وغيرهم إلا بعد أن ضيعوا التوحيد، فسلط الله عليهم هذا الذل ، ولا يرضى عنهم حتى يعودوا إلى الإسلام الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام؛ «إِذَا تَبَايَعتُم بالعينة وَأَخَذْتُم أَذنَابَ البَقَرِ وَرَضِيتُم بِالزَّرع وَتَرَكْتُمُ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّه سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُم ذُلَّا لَا يَنزِعُهُ عَنكُم حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُم» [نفحات الهدى والإيمان - ٣٧]