الصارم المسلول على أعداء الصحابة والرسول
الصارم المسلول على أعداء الصحابة والرسول
June 18, 2025 at 03:42 PM
منشور ثمين | الرافضة شابهوا النصارى في الغلو في المخلوقين ______________________________________________________________ 🖋️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما الرافضة فأشْبَهُوا النصارى،فإنَّ اللهَ تعالى أمرَ الناس بطاعة الرسل فيما أمروا به، وتصديقهم فيما أخبروا به، ونهى الخَلق عن الغلو والإشراك بالله، فبدّلت النصارى دين الله، فغلوا في المسيح فأشركوا به، وبدّلوا دينه فعصوه وعظموه فصاروا عصاة بمعصيته، وبالغوا فيه خارجين عن أصلي الدين وهما الإقرار لله بالوحدانية ولرسله بالرسالة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فالغلو أخرجهم عن التوحيد حتى قالوا بالتثليث والاتحاد، وأخرجهم عن طاعة الرسول وتصديقه حيث أمرهم أن يعبدوا الله ربه وربهم، فكذبوه في قوله: إن الله ربه وربهم وعصوه فيما أمرهم به. وكذلك الرافضة غَلوا في الرسل، بل في الأئمة، حتى اتَّخذوهم أربابا من دون الله، فتركوا عبادة الله وحده لا شريك له التي أمرهم بها الرسل، وكذّبوا الرسول فيما أخبر به من توبة الأنبياء واستغفارهم، فتجدهم يُعطّلون المساجد التي أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فلا يصلون فيها جمعة ولا جماعة، وليس لها عندهم كبير حرمة، وإن صلوا فيها صلوا فيها وحدانا، ويُعظّمون المَشاهِد المبنية على القبور فيعكفون عليها مشابهة للمشركين، ويَحجُّون إليها كما يحج الحاج إلى البيت العتيق، ومنهم من يَجعل الحج إليها أعظم من الحج إلى الكعبة!! بل يسبّون من لا يستغني بالحج إليها عن الحج الذي فرضه الله على عباده، ومن لا يستغني بها عن الجمعة والجماعة. وهذا من جنس دين النصارى والمشركين الذين يفضلون عبادة الأوثان على عبادة الرحمن. وقد ثبت في الصحاح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». وقال قبل أن يموت بخمس : «إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك». رواه مسلم. وقال : «إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد» رواه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه، وقال : «اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». رواه مالك في الموطأ ، وقد صنّف شيخهم ابن النعمان، المعروف عندهم بالمفيد - وهو شيخ الموسوي والطوسي - كتابا سماه : "مناسك المشاهد" ، جَعل قبور المخلوقين تحج كما تحج الكعبة البيت الحرام الذي جعله الله قياما للناس، وهو أول بيت وضع للناس فلا يُطاف إلا به، ولا يُصلى إلا إليه ولم يَأمر اللهُ إلا بحجّه. وقد عُلم بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر بما ذكروه من أمر المشاهد، ولا شرع لأمته مناسك عند قبور الأنبياء والصالحين، بل هذا من دين المشركين الذين قال الله فيهم: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا} [سورة نوح: 23] قال ابن عباس [وغيره] : هؤلاء كانوا قوما صالحين في قوم نوح لما ماتوا عكفوا على قبورهم، فطال عليهم الأمد، فصوروا تماثيلهم ثم عبدوهم. وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : «لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها». وقد ثبت في صحيح مسلم وغيره عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته، ولا تمثالا إلا طمسته». فقرن بين طمس التماثيل وتسوية القبور المشرفة؛ لأن كليهما ذريعة إلى الشرك كما في الصحيحين أن أم سلمة وأم حبيبة ذكرتا للنبي - صلى الله عليه وسلم - كنيسة رأينها بأرض الحبشة. وذكرتا من حسنها وتصاوير فيها، فقال: «إنّ أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك التصاوير، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة». والله أمر في كِتابه بعمارة المساجد، ولم يذكر المشاهد. فالرافضة بدلوا دين الله فعمروا المشاهد، وعطلوا المساجد، مضاهاة للمشركين، ومخالفة للمؤمنين. قال تعالى {قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد} [سورة الأعراف: 29] لم يقل: عند كل مشهد. وقال: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون - إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} [سورة التوبة: 17، 18] ولم يقل: إنما يعمر مشاهد الله، بل عمار المشاهد يخشون بها غير الله ويرجون غير الله. وقال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} [سورة الجن: 18] ولم يقل: وأن المشاهد [لله. وقال: {ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا} [سورة الحج: 40] ولم يقل: ومشاهد. وقال : {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال - رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة} [سورة النور 36، 37]، وأيضا فقد علم بالنقل المتواتر، بل علم بالاضطرار من دين الإسلام، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرع لأمته عمارة المساجد بالصلوات، والاجتماع للصلوات الخمس ولصلاة الجمعة والعيدين وغير ذلك، وأنه لم يشرع لأمته أن يبنوا على قبر نبي ولا رجل صالح لا من أهل البيت ولا غيرهم، لا مسجدا ولا مشهدا، ولم يكن على عهده - صلى الله عليه وسلم - في الإسلام مشهد مبني على قبر، وكذلك على عهد خلفائه الراشدين وأصحابه الثلاثة وعلي بن أبي طالب ومعاوية، لم يكن على عهدهم مشهد مبني لا على قبر نبي ولا غيره، لا على قبر إبراهيم الخليل ولا على غيره. [منهاج السنة النبوية، ٤٧٣/١-٤٧٩] ________________

Comments