*الحياة في مهب التغيرات كيف يكون الانسان راشد بين الحلو والمر* *الحياة لا تبقى على حال فكما يتبدل الليل والنهار وتتغير الفصول فإن أحوال الناس لا تدوم على وضع واحد فالسعادة لا تستمر إلى الأبد وكذلك الحزن لا يطول إلى ما لا نهاية والعاقل من فهم هذه الحقيقة وتعامل معها بروح راضية وعقل متزن* *فكم من إنسان عاش في رخاء ثم انقلبت حياته بين ليلة وضحاها بفقدان غالي او وظيفة أو مرض أصابه أو خسارة مالية كبيرة لكنه لم يستسلم بل تعلم كيف يتكيف مع الوضع الجديد ويبحث عن فرص جديدة ليبدأ من جديد* *وكذلك هناك من يعيش في ظروف صعبة ويواجه أزمات يومية لكنه يحافظ على أمله وصبره حتى تحولت حياته إلى قصة نجاح ملهمة وهذا هو الفرق بين من يستسلم لمرارة الظروف ومن يواجهها بعقل راشد وقلب قوي* *حين تأتي النعم نشكر الله عليها ونحمده وحين تضيق الأحوال نلجأ إليه بالصبر والدعاء ولا نيأس فكما أن بعد كل ليل فجر فإن بعد كل ضيق فرج وما الحياة إلا محطات عابرة لا تستحق أن نخسر فيها أنفسنا من أجل لحظة حزن أو نغتر فيها بلحظة فرح* *إن تقبل تقلبات الحياة لا يعني الضعف بل يدل على النضج والوعي فمن يرضى بما كتب الله له يعيش مطمئنًا هادئ النفس لا تضربه تقلبات الزمن ولا تهزه أحداث الأيام لأنه يعلم أن الله يدبر له الخير وإن لم يفهمه الآن* *فلننظر إلى الحياة بعين الحكمة ونتعامل مع أحداثها بروح المؤمن المتفائل فنحن لا نملك تغيير أقدارنا ولكن نملك طريقة استقبالها والتعامل معها والعاقل من اختار أن يعيش راضيا متصالحا مع ما يأتيه من خير أو شر لأنه يعلم أن كل ما يقدره الله هو لحكمة لا يعلمها إلا هو* *✍️ مرعي القرني* *٢٦ذوالقعدة ١٤٤٦ هـ*