
أنابيش الكنانيش
June 5, 2025 at 09:01 PM
أيقتل العالِم صاحب المعالم؟!
فجأَنا اليوم -يوم عرفة- نبأ قتل الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الملك بكر قاضي، الأستاذ السابق في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
وما ألمني؛ أن مات غدراً وغيلة، فبعد أن أمن الشيخُ هذا القاتل الغائل الفائل، على متاعه وأعماله، أنشب مخالبه في كبده، ونهش جسده العليل، وهو الشيخ الكبير المقعد!
فأي مروءة أبقاها هذا الغادر .. وأي رحمة تركها .. بل أي دين يحمله؟!
إن الحيوان البهيم، يحفظ المعروف، ويدوم على العهد، ولا ينكث أو ينقض، فكيف ببعض بني آدم الفهيم، عفوا: اللئيم؟!
وما زال يرعى ذمتي ويحوطني *** ويحفظ عرسي، والخليل يخونُ
فيا عجباً للخل يهتك حرمتي *** ويا عجباً للكلب كيف يصونُ
كانت العرب في الجاهلية، لا تقاتل إلا كفاحا كفاءا، فكيف تسفّل بعض الناس في جاهليتهم هاته، فقتلوا الأعزل والأشل الأعل، وسطوا على من لا جانب له ولا جوار؟!
ولم يكف هذا البائر، أن رأى أشلاء الشيخ ممزعة، وأعضاءه ممزقة ولم يكتف بجريمته الشوهاء، بل استل خنجره اللئيم، ليغرزه أخرى في جسد زوج الشيخ المسكينة التي فجعت بحبيبها مضرجا بدمائه، فأبى إلا أن يسقيها بمثل ما سقى به زوجها، ولا زال بها أرماق حياة -أحياها الله وشفاها-!
أف له وتف، وانتقم الله من قاتله، وحسبه الآن، ما هو فيه من رهاب نفسي، وعذاب جسدي!
وتالله، إن الخيانة، لتدل على هجانة أصل، ورذالة عنصر..
قال ابن حزم: "ومن حميد الغرائز، وكريم الشيم، وفاضل الأخلاق في الحب وغيره؛ الوفاء، وإنه لمن أقوى الدلائل، وأوضح البراهين- على طيب الأصل، وشرف العنصر".
(مجموع رسائل ابن حزم: ٢٠٥/١)
إن الوفاء على الكريم فريضة *** واللؤم مقرون بذي الإخلافِ
وترى الكريم لمن يعاشر منصفاً *** وترى اللئيم مجانب الإنصافِ
وأي حال وصل إليه الناس اليوم، فما بين آونة وأخرى، نسمع بمصيبة صابة مصبوبة، ونكبة نكباء منكوبة..
وأغلب الأسباب، هي: الحصول على المال، والحرص على لعاعة الدنيا الدنية، ولو كان هناك إيمان ورضا وتسليم، لما جرت هاته البلايا والرزايا!
فاللهم سلم.
ولم أشرف بلقي هذا العالم العَلم بله معرفته، حاشا معرفة العلم، وآصرة المعرفة، فقد عرفته من بعض معالمه الكبيرة، لا سيما: "المؤلفون في السنة والسيرة النبوية" وهو عمل ضخم فخم، لغب فيه وتعب، وجمع له جراميزه وجحافله، واحتشد له واحتفل، وبذل فيه همه وسدمه!
وله أيضا: "موسوعة الحديث النبوي" وختم حياته بسيرته الذاتية، المسماة: "أربعون عاماً في خدمة السنة"!
وقد أقام مبرة خيرية لدعم وتوزيع كتبه على طلبة العلم في جميع الدول العربية.
ولم يخلف أولادا يحملون اسمه، لكنه خلف أثباتا يثبتون اسمه ورسمه!
وأبشر بطول حياة للكتاب!
فجزاه الله خيرا كفاء ما ألف وصنف وأوقف، ورحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه جنات تجري تحتها الأنهار.
وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي
عيد أضحى ١٤٤٦
#وفاة_علم
#أنابيش_الكنانيش
https://whatsapp.com/channel/0029Vb0E5aX1noz76YkMqz1X