
🌺إستفد وأفد📝
June 21, 2025 at 06:08 PM
جبل من جبال أهل السنة والجماعة
رحمه الله تعالى
قال الإمام الذهبي- رحمه الله تعالى- في ترجمه أبي بكر محمد بن أحمد بن سهل الرملي، ونعته بالإمام القدوة الشهيد:
«قال أبو ذر الحافظ: سجنه بنو عبيد، وصلبوه على السنة، سمعت الدارقطني يذكره، ويبكي، ويقول: كان يقول وهو يسلخ: {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإسراء 58].
قال أبو الفرج بن الجوزي: أقام جوهر القائد لأبي تميم صاحب مصر أبا بكر النابلسي، وكان ينزل الأكواخ، فقال له: بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم، وجب أن يرمي في الروم سهما، وفينا تسعة، قال: ما قلت هذا، بل قلت: إذا كان معه عشرة أسهم وجب أن يرميكم بتسعة، وأن يرمي العاشر فيكم أيضا، فإنكم غيرتم الملة وقتلتم الصالحين، وادعيتم نور الإلهية. فشهره ثم ضربه، ثم أمر يهوديا فسلخه.
قال ابن الأكفاني: توفي العبد الصالح الزاهد أبو بكر بن النابلسي، كان يرى قتال المغاربة (وهم العبيديون الروافض، المتسمون كذبا وزورا بالفاطميين)
هرب من الرملة إلى دمشق، فأخذه متوليها أبو محمود الكتامي، وجعله في قفص من خشب، وأرسله إلى مصر، فلما وصل قالوا: أنت القائل لو أن معي عشرةأسهم .. » .. وذكر القصة، فسُلخ وحُشي تبنا، وصُلب.
قال معمر بن أحمد بن زياد الصوفي: أخبرنا الثقة، أن أبا بكر سلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر حتى بلغ الصدر، فرحمه السلاخ
( وهو يهودي كما سبق. وفى البداية والنهاية: «قال اليهودي: فأخذتني رقة عليه، فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكين» (11/ 284) فكان اليهودي أرحم من أخيه الرافضي.)،
فوكزه بالسكين موضع قلبه فقضي عليه. وأخبرنى الثقة أنه كان إماما في الحديث والفقه، صائم الدهر، كبير الصولة عند العامة والخاصة، ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن فغلب المغربي بالشام، وأظهر المذهب الرديء، وأبطل التراويح والضحي، وأمر بالقنوت في الظهر، وقتل النابلسي سنه ثلاث، وكان نبيلا رئيس الرملة، فهرب، فأخذ من دمشق.
وقيل: قال شريف ممن يعانده لما قدم مصر: الحمد لله علي سلامتك، قال: الحمد لله علي سلامة ديني، وسلامة دنياك.
قلت (الذهبي): لا يوصف ما قلب هؤلاء العبيدية الدين ظهرا لبطن، واستولوا على المغرب، ثم على مصر والشام وسبوا الصحابة.
حكي ابن السعساع المصري، أنه رأى في النوم أبا بكر بن النابلسي بعدما صلب وهو في أحسن هيئة، فقال: مافعل الله بك؟ فقال:
حباني مالكي بدوام عز ... وواعدني بقرب الانتصار
وقربني وأدناني إليه ... وقال: انعم بعيش في جواري
( سير أعلام النبلاء (16/ 148).