*من أصول أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ أفضلَ هذه الأُمَّة بعد نبيِّها ﷺ* *أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم* * روى أبو داود في «السُّنن» (4628)، والترمذي في «الجامع الكبير» (3707)، وابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (1193)، واللفظ له، وصححه اللألباني، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: *«كنَّا نتحدث على عهد رسول الله ﷺ: إنَّ خيرَ هذه الأمة بعد نبيِّها أبو بكرٍ ثم عمرُ ثم عثمانُ، فيبلغ ذلك النبي ﷺ فلا ينكرهُ علينا»* * وروى أبو داود في «السُّنن» (4646)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (2/1169)، وحسَّنه الألباني، عن سفينة مولى النبي ﷺ أنَّ رسول الله ﷺ قال: *«خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك- أو ملكه- من يشاء»* * ⁠قال سعيد: قال لي سفينة: *«أمسِك عليك: أبو بكر سنتين، وعمر عشرًا، وعثمان اثنتي عشرة، وعلي ستٌّ»* فقلتُ لسفينة: «إنَّ هؤلاء يزعمون أن عليًّا لم يكن بخليفة!!» فقال: «كذَبَت أستاه بني فلان» * وروى أبو داود في «السُّنن» (4607)، وأحمد في «المسند» (17185)، عن العِرباض بن سارية رضي الله عنه قال: "صلى بنا رسولُ اللهِ ﷺ ذاتَ يومٍ، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظةً بليغةً، ذرفت منها العيون، ووجِلت منها القلوبُ"، فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ، كأنَّ هذه موعظةُ مُودِّعٍ، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: *«أوصيكم بتقوى اللهِ والسمعِ والطاعةِ وإن تأمَّر عليكم عبدًا حبشيًّا، فإنه من يعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ، وإيَّاكم ومحدثاتِ الأمورِ، فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ»* * وروى الترمذي في «الجامع الكبير» (3707)، وابن ماجه في «السُّنن» (112)، وصححه الألباني، عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله ﷺ قال لعثمان: *«يا عُثْمانُ، إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ عسى أن يُلبِسَك قَميصًا، فإن أرادَك المُنافِقونَ على خَلْعِه فلا تَخلَعْه حتَّى تَلْقاني» ثلاثًا* أي: قميص الخلافة * وروى ابنُ شبَّة في «تاريخ المدينة» (3/932)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (8/264) رقم (48)، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة» رقم (2554)، عن حارثة بن مضرب قال: *"حججتُ مع عمر بن الخطاب فسمعتُ الحادي يحدو: «إن الأميرَ بعده ابنُ عفان»، ثم حججت مع عثمان فسمعتُ الحادي يحدو: «إن َّ الأمير بعده عليّ»* * وروى البيهقي في «مناقب الشافعي» (1/432)، عن الربيعُ بن سليمان قال: سمعتُ الشافعي يقول في الخلافة: *«التفضيلُ يبدأ بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي»* * وروى الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (1900)، وصححه الحافظ ابن حجر في «الإصابة في تمييز الصحابة» (1/129)، عن سفيان الثوري قال: *«من قدَّم عليًّا على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألف، قُبضَ رسولُ الله وهو عنهم راضٍ، الذين أجمعوا على بيعة عثمان»* * وقال محمد بن عوف للإمام أحمد: يا أبا عبد الله يقولون: إنَّك وقفت على عثمان؟ فقال الإمام أحمد بن حنبل: «كذبوا والله عليّ، إنما حدثتهم بحديث ابن عمر: كنا نفاضل بين أصحاب رسول الله ﷺ نقول: «أبو بكر ثم عمر ثم عثمان فيبلغ ذلك النبي ﷺ فلا ينكره»، *ولم يقلِ النبيُّ ﷺ: لا تخايروا بعدها ولا بين أحد ليس في ذلك حجة لأحد، فمن وقفَ على عثمان ‌ولم ‌يربِّع ‌بعلي ‌فهو ‌على ‌غير ‌السُّنَّة»* [ «المسائل التي حلَفَ عليها أحمد بن حنبل» (صـ46) ] * وقال الإمام أحمد بن حنبل (ت241 للهجرة): *«أبو بكر وعمر وعثمان في التفضيل، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي في الخلافة»* * ⁠قال عبدُ الله بن أحمد: على ما قال سفينة. وقال ابن عمر: وقال أحمد بن الحسين: *الخلافة ثلاثون عاما، وقال محمد بن يحيى: "من زعم أن عليا ليس إمامًا إلى أي شيءٍ يذهب؟ ألم يقم الحدود؟ ألم يحجّ بالناس؟ ألم ألم، وأصحابُ رسول الله ﷺ يقولون: يا أمير المؤمنين؟"* [ رواه الخلّّال في «السُّنَّة» (610) ] * وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728 للهجرة) رحمه الله: *«وعليٌّ رضي الله عنه لم يقاتل أحدًا على إمامة من قاتله، ولا قاتله أحدٌ على إمامة نفسه، ولا ادَّعى أحدٌ قط في زمن خلافته أنَّه أحقُّ بالإمامة منه … بل كلُّ الأُمَّة كانوا معترفين بفضل عليّ وسابقته بعد قتل عثمان، وأنَّه لم يبق أحدٌ يماثلُه في زمن خلافته»* انتهى [ «منهاج السُّنَّة النبوية» (6/328) ] *ربَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غِلًّا للذين آمنوا ربّنا إنَّك رؤوف رحيم*