نُطق الخيال. WhatsApp Channel

نُطق الخيال.

23 subscribers

About نُطق الخيال.

هُنا حيث تتجسد خيوط الخيال لتصنع ثوبَ الحكايات.

Similar Channels

Swipe to see more

Posts

نُطق الخيال.
نُطق الخيال.
5/20/2025, 5:42:20 PM

إن الكلمات لتأسرني دائما وأبدا، رصة الحروف، أسلوب التعبير، لغة الكتابة وكل ما من شأنه أن يميز كاتب عن آخر.. هذا الخليط الذي أشربه فيتميز في حلقي النص فأعرف أنه لفلان أو ربما فلانة.

❤️ 3
نُطق الخيال.
نُطق الخيال.
5/24/2025, 6:13:40 PM

- حدثني عن شي لا يُحتمل؟ أن تضطرني ظروف السفر إلى اتخاذ رفيق لا يُناسبني. أظن حقًا أن هذا ما لا يُحتمل بالنسبة لشخصٍ اعتاد السير وحيدًا حتى صادق الطرق وتحدث إلى الأحجار. هل تعلم ما ميزة الأحجار؟ أنها في خيالك قابلة للتشكيل، يمكنك تخيلها فيلسوفًا يُناقشك أو طاهيًا يعلمك وصفة مبهرة، كل الصفات التي لم تجدها في بشري يقاسمك كبد الحياة. أنا أُصادف البشر على قارعة الطرق أحييهم بهزة رأس أو سلام من يد، أحيانًا أتخذ منهم أصدقاء لكنني لن أجرب السير مع أحدهم جنبًا إلى جنب في ذات الطريق حتى لو كانت وجهتنا واحدة.

❤️ 4
نُطق الخيال.
نُطق الخيال.
6/5/2025, 9:16:32 PM

منذ أن كنت طفلة وعيد الأضحى يمثل لي مكانة خاصة، ليس لفرحة العيد التي تعتريني فقط؛ بل لارتباطه الوثيق بكلمات التلبية التي تأسرني، أتذكرني طفلة صغيرة يجرني أبي من يدي بين زحام الحجيج يلهج لسانه بكلمات الذِكر، أتذكر حالة الأمان التي تغشى كل من حولي، لم يكن الأمان فقط يتغشى الحجاج، بل كأن مناسك الحج تفرض أمنها على قلوب المؤمنين أينما كانوا.. فحدود أمان الحج ليست الحدود المكانية بل حدود القلب الذي يردد بلا كلل: لبيك اللهم لبيك طبتم وطاب عيدكم.

❤️ 3
نُطق الخيال.
نُطق الخيال.
6/7/2025, 10:48:08 PM

تكمن قدرة إبداع الكاتب في توظيف الكلمات لنقل الحياة، الكتابة حالة من حبس الأماكن والشخصيات والمشاعر في ورق، عالم ينتقل إليه القارئ مع بدايته بأول صفحة في الكتاب فإذاه يلمس بعقله موجودات قد حُبست حياتها لخدمته تتحرر وتتكلم، فإذا وجد نفسه وقد تلاشى وذاب في موجودات الكتاب يكون الكاتب قد حقق أقصى ما يصبو إليه من نجاح.

❤️ 2
نُطق الخيال.
نُطق الخيال.
2/16/2025, 10:01:58 PM

لأنه مهما كنت محاطًا بالعديد من البشر تعلم أن هناك لحظة تعود فيها وحيدًا لتضع رأسك على الوسادة.. هذه اللحظة هي أشدُ ما أخاف.

😢 1
نُطق الخيال.
نُطق الخيال.
2/23/2025, 7:07:38 PM

"في محطة القطار، لا ينتظر الجميع الرحيل… البعض يبحث عن إجابة، هناك حيث تتقاطع الأقدار وتُكتب الحكايات، تبدأ رحلتي معكم. ترقبوا قصتي الجديدة في محطة القطار… حيث كل محطة تحمل سرًا، وكل وداع ليس كما يبدو. هل أنتم مستعدون للسفر معي؟ شاركوني توقعاتكم قبل أن تبدأ الرحلة!"

❤️ 1
Image
نُطق الخيال.
نُطق الخيال.
2/27/2025, 8:26:22 PM

كان لقاءً عابرًا في محطة القطار، حينما راودها سؤالٌ عن عمر المحطة وعن عدد الحكايا التي سمعت؟ كم من أملٍ رأته في عيني طالبٍ جاء إلى المدينة الكبيرة وحيدًا، محملًا بأحلام الدراسة في الجامعة؟ جلستْ على أحد المقاعد الحجرية وقد غاص عقلها في خليط من التأملات، ترى نفسها بالأمس شابةً متذمرةً من تأخر مواعيد القطار، تجلس على هذا المقعد، تلعن في سرّها كل من أشار عليها بالدراسة في هذه الجامعة بالذات، التي تبعد عن منزلها الحبيب مسافةَ عدة مدن والكثير من القرى. لمسةُ هواءٍ باردة جعلتها تحكم إغلاق معطفها حول جسدها.. إن الزكام ليس من الأشياء المحببة للنفس خاصةً لعجوزٍ شارفت على الستين. حولها، كان ذلك الشاب يحمل مكنسته ويعمل في صمت. تلاقت عيناهما لجزءٍ من الثانية، ثم هرب كلٌّ منهما بعينيه في اتجاه آخر. دقائق مرت، ورأت الشاب نفسه يجرّ خطىً مترددة ليجلس إلى جوارها على ذات المقعد، يفصل بينهما مسافة، مراعاةً لحدود الجسد. تنهدَ، ثم قال: - ادعي لي أتزوجها يا أمي. نظرتْ له مستفهمة وفي عقلها تساءلت: هل يتحدث في الهاتف؟ لكنه أردف قائلًا: - أنا آسف، لكن أمي ماتت من سنتين، ومن وقتها وأنا مالاقيش حد يحاوطني بالدعاء.. تعرفي؟ الله يرحمها، كانت تشبهك. العمر الطويل ليكِ يا أمي. لهجته الصعيدية الريفية التي أعادتها إلى شوارع قريتها. باتت في نفسها مشاعر حنينٍ ملحة منذ أن أصبحتْ "ابنة المدينة"، وبعد أن غيرت فيها سنون الزواج والعمل لهجتها وعاداتها، وربما حتى انتمائها. نفضتُ عن نفسها غبار المدينة، ونطقتْ بلهجة الفتى: - اسمها إيه يا ولدي؟ وأنا أدعيلك بيها؟ سُميّة، تعرفي يا أمي؟ وشها زي البدر المنوّر، والله العظيم عمري ما حبيت، ولا هحب زيها. أنا مبرضاش أعمل الحرام لا أخاف ربنا يعاقبني ويحرمني منها. أنا سمعت مولانا الشيخ يقول إن الاستغفار يجيب الرزق، وأنا رزقي، وكل اللي بتمناه من الدنيا، تبقى سمية جاري. بقيت أستغفر كتير، وأصلي كل يوم زيادة عن الفروض على قد ما يقدرني ربنا. وبقيت أصوم، ما هي أصلها دعوة الصائم ما بتتردش. أقولك على حاجة بس ما تضحكيش عليا؟ أنا بقيت أحرم نفسي من العشا وأحوّش تمنه عشان أطلعه لله، مولانا الشيخ قال ينفع نتوسل لربنا وندعيه بأعمالنا الصالحة... تفتكري يا أمي، هتبقى من نصيبي؟ كان لسانه كالفرس الذي حُلَّ لجامه. قد يُجنّ الإنسان إذا بقيت الكلمات حبيسة صدره، وقد كان صدر الشاب ممتلئًا بعواطف لا قِبَل له بها، حتى إنها زاحمت الكلمات فلم تبقِ لها مكانًا، فألقاها في حجرِ أول عابر سبيلٍ شعر في ملامحه ببعض الألفة. ردتْ عليه: - ربك رحيم، يا ولدي. - ونِعم بالله، يا أمي. صمتا ثم مدتْ يدها في حقيبتها، وأخرجت عدة ورقاتٍ نقدية، مدتُها إليه، ثم قالت: - امسك، يا ولدي. نهضَ مسرعًا، ثم ردّ: ـ لا يا أمي، أنا ما اتكلمتش معاكِ عشان كده. هما كانوا كلمتين في القلب، وربنا أراد يسوقك ليا تسمعيهم وتدعيلي. ـ دول مش ليك.. دول عشان سُمية. ـ اديهم لأي حد، واجعلي النية إن ربنا يرزقني سمية. طوت يدها على المال، فنطق الشاب: - سايق عليكِ النبي، ما تنسي تدعيلي. ابتسمت، ثم ردت: - هو مولانا الشيخ ما قالكش إنه ما ينفعش نقول "سايق عليك النبي"؟ وبعدين يا سيدي، حاضر، هدعيلك، بس... قطعَ كلماتها صوتُ صافرةِ قطاري المنتظَر، تبعها صوتُ الإعلان عن وصول قطار رقم ٧٦٥ إلى الرصيف رقم ٢. سار الشاب مبتعدًا عنها، فنهضت، تحمل حقيبة يدها وسارا متجهةً إلى القطار. ومن النافذة، راحت تتأمله وهو يجمع في صبرٍ الأوراق المتناثرة على الرصيف، قبل أن ينطلق القطار مبتعدًا، لتُستبدل صورته بليلٍ أضاء سماءه قمرٌ بهيّ، كإضاءةِ سُمية لقلب الشاب.

Image
نُطق الخيال.
نُطق الخيال.
2/16/2025, 10:00:07 PM

عزيزتي سارة، تحية طيبة وبعد: رأيت حيرتك الشديدة وأنتِ تحاولين الإمساك بطرف خيط لتبدئي به قصتي. تريدين التحدث عن شكر النعم، عن غفلة الإنسان، عن اضطراب مشاعره عندما يفقد ما اعتاد وجوده. حسنًا، أنا سأريحك من هذا العناء، ولتكن رسالتي تحمل قصتي. لا يوجد أفضل من شخصية البطل لوصف القصة وما حدث بها، وهذا ما سأقدمه لك في هذه الرسالة، قبل أن يسيطر المرض على ما تبقى من قدرتي البصرية. من أين أبدأ يا سارة؟ -اغفري لي هذا التبسط في مناداتك باسمك- آه، أظنني وجدت بداية مناسبة، كان ذلك في نهاية العام الماضي، أتذكرني جالسًا في المنزل، أتحرق شوقًا لأن أسمع الآذان.. لحظات مريرة من الجوع قضيتها، وأنا أشم رائحة الطعام الزكية القادمة من المطبخ، حيث تقف أمي تعد الإفطار. لقد أصبح من نواميس منزلنا صيام الاثنين والخميس، وهو ما جعلني أستشعر قيمة الطعام. أنتِ جربت هذا الشعور وتعرفينه. اللذة التي تعتريك مع أول لقمة يمضغها فكيك، شعور الماء البارد الحبيب وهو يتدفق من فمك نحو معدتك ليرطبها بعد طول جفاف، منظرك في عين نفسك وأنتِ تنظرين لها بعين الفخر بعدما هزمت شهواتها طوال اليوم، سمعت الآذان، فجريت نحو المطبخ أكافئ نفسي بالتهام عدة تمرات، مستلذًا بطعم الفاكهة السكرية الحبيبة. ضحكات أمي وهي توصيني بالدعاء عند الإفطار، وإسراعي للوضوء ثم الذهاب إلى الصلاة في المسجد القريب. عند العودة، مع بداية الظلام، لا بد طبعًا من التعثر في هذا الحجر، الذي يغيرون مكانه كلما اعتدته.. الكثير من التفاصيل، والتي كانت تعطي لحياتي نكهتها. اعذري لي الإسهاب في الوصف. إن حديث المرء عن حياته التي اعتادها وأحبها شيء محبب، خاصةً عندما يكون قاب قوسين أو أدنى من فقدان كل شيء. أمام ذلك الطبيب -الذي أصبحت زيارته قدرًا لا مفر له- جلست، أنا أكره ارتداء العوينات، لذلك طوال سنوات تجاهلت أوامر أبي بزيارة طبيب العيون، غاضًا الطرف عن ضعف بصري الليلي. لاحظتُ نظراته المتوترة مع أبي، الذي هو صديق قديم - حميم كذلك- له. ورغمًا عني، تقلصت أحشائي تُرى ماذا هناك؟ ولماذا طال الأمر وتطلب فحصًا دقيقًا لقاع العين ومخططًا لكهربية الشبكية؟ أنا لست كأبي، وقد اخترت لنفسي مهنة بعيدة عن الطب ولكنني لا أظن أن حالتي من تلك الخطورة. فأنا أسير على قدمي، ومشكلتي ستكفيها عوينات طبية أو ربما جراحة تصحيح بسيطة. كانت تلك الخواطر تجول برأسي، عندما بدأ الطبيب يتحدث، ومع كلماته كانت البقعة السوداء أمام عيني تزداد اتساعًا.. لم أتوقع أن يحدث لي هذا! أنت مصاب بالتهاب الشبكية الصباغي يا بني، وهذا مرض بلا علاج. إنه يدمر مستقبلات الضوء في الشبكية. أسبابه ولماذا أنت؟ خلل جيني له العديد من أنماط التوريث.. إنها إرادة الله ولا يستطيع أحد أن يحدد لماذا أنت ولماذا الآن. هناك عوينات متخصصة ستساعدك على الرؤية ليلًا. هل سينتهي بك الأمر إلى العمى؟ لا أحد يستطيع أن يجزم بشكل كامل متى سيحدث هذا فضلًا عن احتمالية حدوثه. لا تتهم الطب بالتقصير. أنت مبرمج وقد أكلت عقلك كل هذه التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. لقد تعلمت أن واحدًا زائد واحد دائمًا يساوي اثنين، لكن الأمر لا يسير هكذا في جسد الإنسان. إن حدود معرفتنا بهذا الكائن الخرافي المسمى الإنسان لا تزال ضئيلة، وهناك مئات الأمراض الموصوفة لا تزال بلا علاج. سمعت مزيج الكلمات من أبي ومن الطبيب، ورحت ألهث وكأنما أركض في نفق ضيق منعدم الهواء. لماذا أنا وقد كنت طوال عمري صوامًا قوامًا عابدًا لله؟ هززت رأسي أطرد ما أفكر به. أستغفر الله ما أصعب الرضا عند وقوع المصاب. رباه، ما أصعب هذا البلاء! إن فحوصاتي التالية توضح تطور المرض بسرعة مدهشة لم يعدها الطبيب من قبل، وقد لمح لي أن فقدان قدرتي البصرية تمامًا قد أصبح وشيك الحدوث! رحت أسير تائهًا، ألتمس حلًا لاضطراب قلبي. ما السبيل إلى أن يرضى الإنسان على بلاء مرر طعم حياته؟ صرتُ أسترجع تاريخ حياتي، هل فعلت يومًا ذنبًا ونسيته؟ أيُمكن أن يكون عقابًا؟ إن سوداوية أفكاري لا ترحم وهي تدفعني دفعًا نحو معصية عظيمة في حق الله جل جلاله وهي سوء الظن... أعوذ بالله، يارب أعني واهدني. أين أثر عباداتي في زيادة الإيمان؟ أين إيماني الذي ظننتُ أنه سيكون معاونًا لي في مواجهة صنوف البلاء؟ لقد أدركت متأخرًا أنني كنت أتعبد مفاخرًا بعبادتي... أصوم فلا أرَ أن الله وفقني للصوم، بل أنا قوي، هزمت نفسي واحتملت الجوع والعطش. كم من مرة نظرت إلى نفسي بافتخار وأنا أنهض من فراشي الدافئ في ليلة باردة لأستعد لصلاة الفجر؟ لقد كانت نيتي مغشوشة طوال سنوات، جعلت لنفسي الحظ الأكبر منها. رحتُ أستغفر وأبكي وأتخبط بين جنبات ذنبي. سبحانك، ما أرحمك بي، أنا الذي عبدتك سنين طوال بقلب لم يخشع. كم كان درسًا قاسيًا أن يُخدع المرء في نفسه! رحتُ أتلذذ بالنظر إلى المصحف.. عيناي تبصر كلمات الله مكتوبة متناولة في يدي.. مذعورًا أدركت أنها من المرات الأخيرة. كم من مرة تكاسلت عن قراءة وِردي لأقوم بعمل آخر؟ رباه ما حجم هذه النعمة العظيمة التي كنتُ غارقًا فيها وبجحود إنساني أصيل استخدمتها أحيانًا في المعصية؟ تأملتُ سير الصحابة والتابعين وبكيت كثيرًا عند قصة عروة بن الزبير ورحت أهدهد نفسي بقوله "إِن كنت ابْتليت فقد عافيت وَإِن كنت أخذت فقد أبقيت" وتمثله بشعر معن بن أوس "وأعلم أني لم تصبني مصيبة من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي" وجدت نفسي تطمئن إذ تذكرت الجنة وما فيها من عوض. لقد كانت حياتي سابقًا تقوم على محورية الدنيا، لم تكن فيها العبادات سوى رصيدًا لخدمة غروري. أما الآن أشعر أن قلبي حيًا بحق، يدرك لماذا خُلق وأن الأصل هو محورية الآخرة وما الدنيا إلا سبيلُ وصول. رحت أحاول أقلمة نفسي على حياتي القادمة، وأبحث عن وسيلة لممارسة عملي. عدت -بعد انقطاع دام فترة تخبطي- إلى صلاتي وصيامي المنتظمين. ولعمري كم اختلف تأثيرهما على حياتي! أدركت أن البلاء الأول كان في قلبي وقد زال، فما يضريني بلاء عيني طالما أن الله ينظر إلى الفؤاد وما حوى؟ هذه هي نهاية قصتي يا سارة، ومجددًا اعذري لي الإسهاب في الوصف. إن حديث المرء عن حياته شيء محبب إلى النفس خاصة عندما يشعر أنه أخيرًا امتلك زمام قلبه.

❤️ 1
Link copied to clipboard!